محمد محجوبي
انتهى الى أقماره بترقيم يطلق أسر المعرفة . هذا الكوكب المجنون يصنع من الضوء مساراته المتشابكة والمتلاقحة بتواصل برقي وبتعاضد أكتاف التحرر . هذه هي صروح الكوكب المتحرك على عشبه الأزرق حين استقرت القارات في جيب سحري تغمره الصناديق الملونة . تشده أحلاف الحرب والسلم . تتقاذفه الشبكات . نقيض يتسلق جدران نقيض .
الشوارع الزرقاء : مؤزرة المدد الافتراضي تسابق افتراضات الأنفاس . كأشباح يحرسون مصائدهم في خلوات الزوايا وعلى متنزهات الأحلام . وبين ربوع العشق يتعشق الورد ماءه الأزرق . وتزهو أطياف الشعر سنابلها الزرقاء . في اتقاد الشعور وهو ينفث كمده على شاشات تتورد في خلاياه براكين خامدة من حنين .
الشوارع الزرقاء على مرمى فضول مستشري توزع تفاصيل الانسان صوره المتناسخة من عذابات الظل . ومن تواطئ النار على أقبية البوح . هناك صور عجيبة تكثف انطباعات الشجن الخلاق .
العالم نسي أعشاشه وأنهاره القديمة . نسي سنن التعانق والتقبيل . نسي أعياده القديمة وهي تمضي مواكبها على عجلات الرماد . العالم تناسى طعم الأنفاس بين جدران الطين العبق . ونسي التسامر في فضاء ملكوتي حجبته أرقامه الرعناء . حتى غذاءه المتنسم في طهي الشمس البكر الخجولة . بدفئ المطر السخي . يولول بغيثه في حقول .
كلها وقعت في غزو الشوارع الزرقاء وهي تقزم انسان الضوء لكي يذوب في دهشة الأقمار ذرة تذروها الرياح على افتراض متاح .
محمد محجوبي
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق