أعلان الهيدر

الثلاثاء، 19 يونيو 2018

الرئيسية الحلقة الثامنة .. الرداء الأخير ! ابنة بلـــدي ..

الحلقة الثامنة .. الرداء الأخير ! ابنة بلـــدي ..


رحو شرقي
احترق الوشاح واكتوت الصخور كما ذبلت زهور البرتقال وأصبح المكان كأطلال يشدك إليه الحــنيــن .

إن الذين غادروا مدرسة الحياة ، كالذي ارتمى في أحضان الذئاب ، فضاق بهم الحال إلى العيش الرغد وراء البحار ...
فاستمالهم أعداء الإنسانية و لم يكتفوا ، بل فرقوا العشير وخربوا الديـــر ، فأخذوا منا عزة المآثر! ...
غادر سعيد أهله دون رجعة ، تاركا وراءه مآثر الحب ، حالما بمغانم سراب آنية من الدهر إلى بلاد "العم سام " على أوجاع الفتاة زينب بأمانيها المبتورة ،
و الدموع تتلمع في عينيها شفقا ...
ذلك الإحساس المرهف الذي يتفتق من الزهور بالعواطف ...
زينب ، تلك الفتاة الشبيهة بشلال أحاسيس ، يخرج من بين الأفنان كحلة في زهرة فإذا لم تجد من يعتني بها تذبل فيرميها الريح إلى مثوى الظلام ...
زينب ، جداول ماء يخرج من بين السفوح ...يا ألله ...
إن كلماتي تستلطف ثوبا تأبى أن تنزعه ....وتهوِي فأمسكها من تاجها حياءا...
أيها الثاكل الفاقد لحريتك ..إن الشرائع الفاسدة لا تنجب إلا عيونا فاسدة .
و أحقر نظرة هي التي تساوي بين المذنب والبريء والصالح مع الشرير .
فهمست إليه بوجهها الكئيب مذكرة إياه... لقد كان بيننا ميثاق ؟؟
مازلت أحفظه : .........
أَنـْتِ وَطَــنٌ إِلَـيْــهِ أَشْتَــاقْ....
وَالقَلــْبُ إِلَـيـْكِ خَـفـــــــــاقْ....
أَنْتِ الـــرُّوحُ فِي الأَعْمَـــاقْ....
فقال : لقد استهواني المكان ....ولا يغلبني الإصرار على البقاء ..
فأرجوا أن لا يكون هذا آخر لقاء ...
دعني أكمل :
كُنْتَ الأَمَــــل وَالأَلْحَـــــانْ....
وَاليـــَوْم أَنْتَ الشَّجَـــــنُ وَالأَحــــْزَانْ....
ثم ردت عليه قوله : فلمّ تتمنى فتات رزق فان ؟؟
وهل لزهرة تنبت في الرمل القاحل والعطش الفاحل ؟؟
حينها ، تأكدت أن أريجها لن يستميل ما تبقى منه ، بعدها تنهدت بعمق قائلة : يا ألله ...
ما هذه الحياة التي تعانقني كالحبيب ؟...وتارة أقف أمامها عاجزة منتصبة فاطلب منها الهجر من شدة الألم والنحب يصفق له الصخب ..
أليست أيامنا دين بالوفاء ؟..أم مجرد حكاية ؟ … أليس اللهب يشبه العواطف والقسوة مثل الجليد ؟؟!...
غادر سعيد الدير بتلك النظرة المختبئة وراء سواد الخيانة ، لا يحكمها إلى الرياء والخداع ونهايتها المذنبة في حق الذين تمنوا الحياة بلا ألم !...
تمنيت أن أبقى متسولا كل يوم في معاجم الحياة ليتملك أفكاري الزهد !

بقلمي رحو شرقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.