أعلان الهيدر

الأربعاء، 20 يونيو 2018

الرئيسية قراءة تذوقية لقصيدة الشاعرة عبير العطار

قراءة تذوقية لقصيدة الشاعرة عبير العطار



بقلم / سعاد الزامك


لا شيء ينافسني 
على قلبك
المرهون سلفا للوجع. 
لا شيء يقلقني 
وأنت الذي لا حد لحبه
ولا شبع. 
لاشيء يكملني
قدر نظرتك العاشقة
كلما التقيتك
في ضوء فجر
دون اختلاسٍ مصطنع. 
كل شَيْءٍ في الحياة معلقٌ
على لفظ إيجابٍ
بعده الروح ترتفع. 
ألملم أوجاعك
أحتضن حيرتك
التى تترامى بين خطاك
لايدهشني اغتسالك
من دمع مقلتيّ
إذا ما فشل الكون
في تجفيف
الولع. 
تغلفني
بحبٍ سرمدي
تحفظ تفاصيلي
عن ظهر حبٍ
تهمسني ليلا
وأهمسك نهارا
نهمس معا للشمس 
فلا تسمع. 
أُقلب صفحات الهوى
أبحث عن قصةٍ جمعتنا
قبل أن نولد
من رحم لذةٍ لا تهجع
أُوحد بين ذاتينا
وأتنازل لك عني
فأكتبُني وصية
لا أحد فيها ينخدع. 
صليّ على قلبٍ
كبله الهوى 
يحرث المساحات المجدبة
ويَنْذر نفسه نورا
وحِملا 
للأغصان
والألحان
وكل الخطايا
ليختصر عنك 
حريقا قد تندلع. 
مكانٌ لا يستريح
إلا بنبضك
كم تمضخت آهاتي
ونبت بُرعم أيامي
على الحياد
هيا لأقُبل يديك وأركع

عبير العطار


نص ثري بالمعاني و الصور و يحتاج القراءة بعمق لا المرور عليه مر الكرام ، بدأت الشاعرة بمفتتح جميل حين أقرت بعدم مقدرة شيء على منافستها على ذلك الحب الذي لا حد له ( الحدود اطار مادي ) و لا شبع منه ( حالة معنوية بحتة ) ، فمن ذا الذي يستطيع التنافس على قلب يعاني من زمن و قد شبهت ذاك القلب بصك رهان للوجع ، ثم تتالت في وصف و تصوير مدى حبها حيث لا تشعر بالاكتمال إلا من خلال نظرته العاشقة ، و حين اللقاء في ضوء الفجر دون اختلاس مصطنع و يكون الاختلاس بنيل ما ليس للإنسان حق فيه فيلجأ للتخفي عن الأعين و حين يكون مصطنعا فلا تخفي و إنما يكون ظاهرا للعيان عندئذ فهو ليس باختلاس و لكنه لقاء شرعي يقره الجميع ، و يتوقف على لفظة إيجاب بعدها تنال الروح مبتغاها فترتفع و تسمو . و تتالى و تتابع الصور الرائعة بالنص حيث جسدت المعنوي ليصبح ماديا فها هي تقول ألملم أوجاعه ، أحتضن حيرتك ، إذا ما فشل الكون في تجفيف الولع ، تغلفني بحب سرمدي ، أقلب صفحات الهوى ، رحم لذة لا تهجع ، قلب كبله الهوى ، تمخضت آهاتي ، نبت برعم أيامي و غيرها من الصور الذي يستمتع بها و معها المتلقي و كأنها تعبر عن أحاسيسه هو فينتشي من لوعة حبه مع ولعها بحبها .... تحياتي للأديبة عبير العطار التي تكتبنا شعراً و تهمسنا حباً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.