أعلان الهيدر

الأربعاء، 6 مايو 2020

الرئيسية جائحة كورونا والحيوان

جائحة كورونا والحيوان

عبدالقادر محمد الغريبل


كادت أصناف عديدة من جنس الحيوان أن تنقرض بسبب جشع بني البشر إما طمعا في لحومها وشحومها ولبنها كالأنعام أو لركوبها وحمل أثقاله كجواميس وبغال وحمير أو لتفرج عليها كحيوانات السيرك وما شابه ذلك أو لحصوله على أنيابها العاجية كفيلة أو لستغلال قرونها كمسحوق لإثارة الجنس والشهوة كوحيد القرن أو لصنع أحذية وألبسة وحقائب ثمينة كجلودالتماسيح والافاعي أو لفرائها غالي الثمن كفراء الدببة والثعالب أو تهجينها لتكون زينة في الفلل والإقامات ووضعها داخل أقفاص زجاجية كالسحالي والثعابين والطيور المغردة للتباهي وفي سبيل كل هذا لجأ بني آدم لكل صنوف الفخاخ وأليات الصيد ووسائل التمويه واستعمل فيها كل ابتكارات القتل والتدمير حتى أوشك جل الحيوان على الإنقراض والإبادة وبعد معاناة طويلة جاء الحل على شكل وباء وبيل انتشر في كل أرجاء العالم لينتقم من بني البشر وليسود السلام وليرفل الحيوان في نعيم الحرية 

وإنقاذه من التقتيل والتنكيل بجثثه فكان هذا الوباء الذي كاد ان يقضي على الجنس البشري وبه صار البشر مسجونا في حجره لايبارح مسكنه وتبدلت الأدوار بحيث صار الحيوان حرا طليقا يرتع ويمرح كيف ما شاء ولم يكتفي بأدغاله وغاباته ومروجه ومستنقعاته بل بدأ يتسكع حتى في الميادين والحدائق والمتنزهات ويتفرج على بني البشر وهو داخل أقفاص زجاجية وداخل بيوتات اسمنتية يسكنه الهلع والرعب المميت.


عبدالقادرمحمدالغريبل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.