أعلان الهيدر

الجمعة، 8 مايو 2020

الرئيسية قصيدة :أنا الأندلسي

قصيدة :أنا الأندلسي

الزين نورالدين شاعر وروائي/الجزائر

nourddinezine@gmail.com





في جيبي عباءتي
وخز
شيء
في جيبي قافلة تشبه قافلة أبي سفيان
ضرير البصر أنا
لكني أعدهم واحدا واحدا
مثل الابر
رغم الوخز
في جيبي أوتاد العرب دون سبب
أرى فاصلة بيني وبين بريق الماء
دلو تركله الرياح هائما على قاعه
شيء لا أعرفه يمتشق سيفه
بين الفلاة
يتبزغ الضمأ
أدرك أنه يود تمزيق جيبي
أقول للذين يحاربون العرب
ادركوا أثر بعرة بعير معاوية
وبعرة النوق
ادركوا أن أول خطوة هي خطوة في الفلاة
قبل سقوط الدلو
وسقوط غرناطة

وجدنا ورقة حب لأرتور وزهيرة
وقبل سقوطها فوق سماء الأندلس
أنا الأندلسي الذي يشبه زجل الحمام
ببهو قصر الحمراء
أنا الاندلسي الغافي تحت شجرة الطلح
إذن
بهدوء أطعم صغار الحمام
والأسود تسكب الماء
وقمح
ونخالة
ووخز
على قدمي أدنوا
أرتابت مني حمامة واحدة فقط
في جيبي شجاعة ابي سفيان
حمامة واحدة فقط
أواصل لمسي غمده
كل الشوارع سكنت
اكتشفوا تعلق الحمامة بأخر غيري
ساد الصمت
وساد الهلع
يدي يكتسحها العرق
رغم الوخز
لم تنحن الحمامة
قبضة السيف
تعرق
من راحتي يدي تنساب
رويدا
رويدا
من الاعلى نحو الاسفل
وكان هول الجيوش يغرق الاندلس
ويغرق جيبي ماءا
من على الجبال
فوق رؤوس الفوارس
والحمامة ترتجف
ثم نظروا
تشتعل
الحروب
في ليل
مع أزيز بنات وردان
يعود نغم زجل الحمام
ليشغل دئبات قرطبة عن صغارها
دئاب ترنوا نحو الاوكار
أقواس النخيل تتمدد وتعلو
ثم نظروا
الى الافق تصل سماء الاندلس
عواصف تغزو شوارع غرناطة
شهوة الروائح هجرت الى اين؟
مدن
ومقاهي
ومطاعم وكراسي تنشد خواء
شعرة معاوية
وحبال نوح
تناشد ثلاثة جزائريين من شوارع الاندلس
أنا المنتظر لرائحة اشبيلية
الى أين؟
أنتم فارون
ثم نظروا
مدن
تلاشت
لاشيء بقي سوى وسخ الحمام
تحت جدران طليطلة
أسوارها جبس من ملح
كالثلج والأرصفة تتظاهر بالدفء

*********

قادمون الى مقاهي المدن دون كراسي
تحتها ملح الجدران
والأرصفة تنظر
عرايا دون عباءات أجدادهم
أنا الاندلسي
صاحب الحمامة
ومحاكم المعتد بن عباد
أنا
معاوية
وعلي
والسني
والميغورشي
وأنا الاندلسي العربي القابع فوق ادراج مقاهي وهران و اسبانيا
وليس الفونسو السادس
وجيبي مملؤا قمحا
وأنا الاندلسي البدوي
قبل أسود قصر الحمراء
وزجل المحام و زرياب




*له عدة مؤلفات: بين الرواية والقصة والشعر والنقد:
قصيدة منتقاة من ديوانه الشعري الموسوم
أنا الاندلسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.