أعلان الهيدر

الأربعاء، 15 أبريل 2020

الرئيسية قصة قصيرة الديناصور الأخير

قصة قصيرة الديناصور الأخير

حركاتي لعمامرة




في ليلة من ليالي الحجر المنزلي ،تحلقنا حول جدتي ذات الثمانين سنة لتحكي لنا قصصا حيًة عاشتها في حياتها ،فقالت
جدتي :
اللًيلة سأحكي لكم عن حكاية مرت بنا تشبه أيامنا هذه ،فلقد إستفاق سكان قريتنا ذات صباح إبًان الإحتلال الفرنسي لبلادنا على صوت المنادي وهو يعلن عبر المكبر مناديا : إلزموا بيوتكم ياناس لقد ظهر ديناصور ضخم ،ربما يدخل القرية فأحذروا منه ،وإستمر الحال هذا مدة شهرين ،فلا خروج من البيوت إلا لقضاء حاجيات بسيطة ثمً العودة بسرعة وغلق الأبواب بإحكام خوفا من القادم المجهول ...
مرت الأيام كمرور السًنين والخوف يسيطر على يومياتنا فكان طعامنا قليل من التمر والحليب في غياب طحين الحنطة ،بينما كنًا نحضر الماء من الوادي القريب ، حتى الحيوانات من ماعز وأغنام وأبقار كانت محجوزة وكان الهدوء يخيم كلً يوم وليلة على قريتنا إلاً من أزيز الطائرات و دوي المدافع وصوت الرصاص...
وفي الأخير إتضح أن حكاية الديناصور كانت أكذوبة صنعها المستعمرون من أجل تمشيط الجبال والغابات والأودية المحيطة بنا من أجل تصفية المجاهدين والقضاء عليهم ففضحتهم إحدى المعارك الشرسة التي إنتصر فيها مجاهدونا البواسل ،ليطوف احدهم بقريتنا معلنا عن نهاية أسطورة الديناصور ...
أنهت جدتي حكايتها ،وكانت الدموع تنهمر من عينيها وهي تتذكر جدي رحمه اللًه.
لكن أبي تقدم منها ليقبل جبينها ويمسح دموعها قائلا لها : حفظك اللًه ياامي ...
لكن جدتي نظرت إلينا قائلة :
أخبروني يااطفال ،هل تم القبض على ديناصور هذه الأيام أم هو أيضا من وحي الخيال ؟
ضحك أبي وامي وضحكنا جميعا وتمنينا أن تكون توقعات جدتي في محلهالكي ترجع حياتنا كماكانت قبل الحجر الثقيل إلا من حكايات جدتي ...


حركاتي لعمامرة الجزائر10 أفريل 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.