أعلان الهيدر

الخميس، 27 ديسمبر 2018

الرئيسية جديد الشاعرة نادية نواصر (زائر نانا) سنة 2019

جديد الشاعرة نادية نواصر (زائر نانا) سنة 2019


من تقديم وحيدة رجيمي مصحوب بقراءة ناعمة للروائي الطيب عبادلية.

يا زائري....
كم نجمة تلزمني لاضيء العتمة؟
ماذا اقول لخفافيش الليل عني ؟
حين توصد المدن ابوابها
وتعلق الموانيء لافتة.. ممنوع العبور
ماذا اقول لغبش الوقت
حين يلمح خطاي والناس نيام ؟!
هل ثمة ما يشرح ماساة التاريخ ؟
ويعلل حالات النبض ؟! ن.ن

نادية نواصر بعينيْ وحيدة رجيمي ميرا

قال صديقي ذات ملتقى.... إذا رأيت الحزن على ملامح نادية تأكد أن عيون وحيدة باكية ..
إذا آلمك صوت وحيدة الشجي تأكد إنها تقرأ وجع مخاض ميلاد نص..تكون نادية القابلة.
نادية..ليست شاعرة بونة رقم واحد فحسب بل هي "قديسة الشعر" و راهبة في دير المجد
و التألق 
هي امرأة المسافات و النفس الطويل ستركب صهوات الريح لتروي لنا عن أشياء الأنثى الأخرى و تكون شاعرة البحور و البحار
حسن يوزرسيف تجلى عندها في حديث زليخة و هي تمشي في محرابه و تنتشي بصدى الموال الذي غناه الصباح لهالة
هي من قالت أنا الإعصار و الثورة هل من ليث يبارزني
هي أية الندي و نور أسر... 
نادية التي أعرفها ولا تعرفونها.. حظنا أننا ننحدر أصالة من بونة... الساحرة وإيدوغ الشامخ.. فنادية الشقراء القادمة من رحم العناب تسكن ضوضاء بونة وكورنيش شطايبي .. نادية برقتها ورشاقتها وأناقتها تمتلك قوة التأثير ولها في المقابل قابلية التأثر لأبعد الحدود عندما تتحدث إليها وتستمع لها.. فلها ما يميزها عن غيرها.
عندما ترافقك في سفر وتسامرها إذا الليل تنفس تناجي وتحرك وجدانها .. تدرك عمق جرحها.. و إن مارست طقوس الرقص على مساحة الوجع وكأنها ترقص على الجمر.
نادية تخاطب الإنسان من كيانها وفي كتاباتها .. لذلك فهي شاعرة الوجع والفجيعة.. نادية المرأة جميلة الروح .. طيبة النفس .. خفيفة الظل .. تشعر بكل هذا وأنت تلازمها يلامس كتفك كتفها وأنت تخطو معها على الرمال أو الشاطئ والغابة.. تشعر انك تمشي مع الحزن وهو يبتسم.. وأنه بجانبك هذا الكم الهائل والمتراكم من الأحزان..ولأنها هكذا فإنك تجد فيها وهي تكتب.. وهي تقرأ..ظلال غابات الحزن..فنستريح ونسترد أنفاسنا من تعب الحياة، السفر وهموم الدنيا ، أنها تبكي بحرقة رغم أنها بحر هائم من الضحك والدعابة.
نادية نواصر الصديقة .. شريكتي في الوجع..طفلة تأخذ تفاصيل المرأة الناضجة ولعل مهنتها لها التأثير القوي على سلوكها ونمط حياتها، تراها مهتمة بكل من حولها بداية من العائلة إلى الأهل والصديقات، وتكاد تجزم أنها لا تملك وقتا تخصصه لنفسها، وعندما تقرأ لها ما كتبت، تتساءل من أين لها بهذا الفائض من الزمن، ويحق لك أن تفكر بينك وبين نفسك، من أي مخزون تأتي بهذه النصوص, وقتها.. تدرك حجم المعاناة، وعمق الوجع، والنزيف الداخلي، إن هذه المرأة و الأنثى تعيش تفاصيل المأساة والمصاب الجلل الذي أصابها في مقتل..
يحق لك - أنت أيها القارئ - أن تجزم وتبصم أن هذه النصوص التي بين يديك (زائر نانا) أن نادية الشاعرة أرخت لنادية المرأة، الإنسان، الزوجة، والأم .
فكلما يولي العام إلى نهايته ورحيله تاركا مواقعه لعام جديد، تداهمها الأوجاع، تهاجمها الذكريات، تحمل نبالا ورماحا، وتبدأ في طعناتها الداخلية، واستنزاف مقاومتها التي تستسلم أمام الهجوم الكاسح والكاسر لكل تلك الذكريات الزاحفة من أقاصي النفس، وتبدأ في احتلال الذاكرة والوجدان..
نادية الصديقة.. في السراء والضراء.. في الحل والترحال .. في الحضور والغياب ..
أقرأها قبل أن تكتب لأنها قريبة جدا من القلب وتوأم روح، فنحن نقتسم خبز الوجع، ونشرب من نفس البئر .. نادية وعلى مدار مسيرة من الكتابة ، وكما أفهمها بطريقتي الخاصة ، تحولت من فراشة الربيع، إلى طائر النار ، من الكتابة برومانسية حالمة، وكلمات دافئة، إلى امرأة تحولت حياتها وقلبها إلى بركان.. تقذف حمم التألم والزفرات..
لا تأكد تقرأ لها نصا إلى وغرقت في بحر دموعها، وتشعر أنها تكتب بأدوات القتل .. حتى تكاد تصل إلى وجدان القاريء فيتعاطف متضامنا معها دون أن تدعوه لذلك فهي متحررة من استجداء عواطف التضامن المجانية.. نادية أخيتي التي أحب .. كلما حاولت الفرار من ذاكرتها كلما وقعت في شباكها وقيدتها حبالها، وزاد من الشد عليها، فهي تخزن في كيانها تجربة العمر.. وتتحكم فيها تلك الانفعالات الوجدانية الباطنية، بداخلها أعواد كبريت كلما ضاقت بها النفس والدنيا وحيدة تجد نفسها بعيدة عني أنا - وحيدة - أشعلت عود من أعواد الكبريت فإذا بها تحدث حرائق، وتشعل نار الشوق فتلهب ما حولها، حرائق الحنين لا تستدعي تدخل المطافئ بقدر ما تستدعي قلما وورقة ذلك هو المحيط الذي يطفئ حرائق الفقد.
مكامن الحلم في الذات يأبي الرحيل هذا الحلم الذي يجلدنا بقسوة وعنف.. وهي تتلذذ بإقامته الأبدية فيها وتستعذب عذابه.. نادية التي أعرف ولا تعرفون تباغتني كما باغتني - أنا - الشعر والقصة والومضة، فاحتل جوانب كثيرة من حياتي وصار من يومياتي، 
أقول تباغتني - بزائر نانا- لأتشرف بتقديمها فأجدني أمام هذا الطوفان العارم من بوح نادية واعترافاتها، أمام هذا الطلب الذي لم أتوان عنه، واستجيب مطيعة لأخت لي، وحبيبة قلبي، وتوأم روحي، وأنيس وحيد ة في سفرياتها .. ومحطات غادرناها وأخرى استقبلتنا، لنحط رحالنا حيث تستوقفنا أقدارنا ويستضيفنا من نسكن حيزا من قلبه.
لكن.. مهما طالت أسفارنا وغيابنا، سرعان ما نعود إلى أيدوغ و بونة لترميم شرخ تسلل ذات خريف إلى النفس أو أننا نجدد بالتذكار جرحا ما زال ينزف وتلك جراحنا التي لا تعرفون عنها شيئا..
عندما تقرؤون زائر نانا .. سوف تكتشفون نانا .. فلا تذرف الدمع لأجلها.. لأنها بكت ونزفت وصرخت نيابة عن الجميع .. لكن لن أقترب من النصوص والحديث عنها سأترك شأن ذلك لصاحب الشأن الذي كلفته نادية بهذا الأمر..هو المايسترو الروائي و الشاعر الطيب عبادلية..وستكون له الكلمة الفيصل.

نانا و ميرا وجهان لعملة واحدة.
توقيع : وحيدة رجيمي ميرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.