أعلان الهيدر

الأحد، 18 مارس 2018

رُتُوقٌ....


فاطمة سعدالله 
فاطمة سعد الله

أشْواكٌ عجيبةٌ..ترتُقُ كُثْبانَ الاِنْتظارِ..دونَ خيْطٍ..
الإبرةُ وكومةُ القشّ وصحراء متراميةُ البريق تتسرّبُ رمالُها سبائكَ عسْجديّةً
تسكُنُ بيْن غُرْزةٍ و ثُقْبٍ..
غريبةٌ تلك الشجرةُ..كيف قاومتْ الملْحَ والصمتَ.؟... متى اعتنقتِ البقاء فأعلنتِ العصْيانَ وشمسُ الوحدةِ ساطعةٌ وجداولُ الرواء شحّ نبْعُها؟
أراها واقفةً..شامخةَ..بسماتُها تُطْعمُ الجياعَ وجدائلُها تمسحُ على رؤوسِ اليتامى ..
عجيبةٌ أنتِ..أيّتُها العقاربُ المتستّرةُ بعباءةِ السّلْمِ ..تقْتاتينَ من الزمن المتمدّد في أوردةِ الفراغِ..تلتهمين العُمْرَ دقيقةً..دقيقةً..تحقنين الحياةَ موْتاً ..دون شوكةٍ تلدغُ ولا إبرةٍ تخِزُ...
مبْهِرَةٌ أنتِ..أيّتُها الرّوحُ كيف تصْمُدينَ أمام الريحِ وهي تفتحُ أزرارها؟..يتعرّى جسدُ العاصفةِ ثقيلا..شاحِبَ الملامحِ..و بينَ لفْتةٍ ودهْشةٍ ..تطلّين أيتها القصيدةُ من شُقوقِ الضياءِ نصفَ سافِرَةٍ
وجلْبابُ الصّمْتِ فضْفاضٌ..تجرّين أذيالَ ليْلٍ يتكوّرُ على فجْرٍ..ًتحوّلين الطين حروفاً..تسكبينَ الماء
أهازيجَ طاعنةَ الإيقاعِ ..تنحتين القصائدَ على حبّاتِ الرملِ ..تلوّنين الفرحَ على أجنحةِ الأماني ...



فاطمة سعدالله /تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.