أعلان الهيدر

الأربعاء، 20 ديسمبر 2023

الرئيسية قصص قصيرة جدا / المسافة صفر

قصص قصيرة جدا / المسافة صفر



بقلم بختي ضيف الله .م  - الجزائر

 

 

 


 

 

 

*بعث

 

كي لا يكون مجهولا، كتب اسمه على كفه؛ لم تخفه المعادلة الدامية..

حين دمروا بيته، أخذ قليلا من دمه؛ يعيد ترتيب الحساب..

 

 

*جاثوم

 

أيقظتنا صــرخة طـفل هــزت كهفنا..سألتهم: كم لبثنا؟

لم يجبني أحد، الكل ينظر إلى الباب في ذهول؛ لا تزال الدبـابة هناك..

 

 

*محنة

كانت جراحة قاسية؛ بعد الانفجار تفرقنا مشرقا ومغربا..
صعب أن أجريها تحت دبابة؛ وحدها صرخة الطفل تجمع النصفين

دون تخدير..

 

 

*رحمة

حاصروا قريتنا، طوقوها بالدبابات..
بعد أن امتحنوا صبرنا، انسحبوا دون أن يطلقوا رصاصة واحدة؛

 كانوا رجالا آليين..

 

*حِياد

 

لم يقترب من رقعة الشطرنج، يكره حربها الطويلة، تؤلمه الهزيمة..

في الانفجار الأخير، تبين أنه مجرد غاز صامت..

 

 

رواية

لم ندق جدران الخزان الملتهب، استقبلنا الموت بشجاعة..

بعد قتله، خرجنا أحياء من نصه؛ شربنا ما بقي من الحبر..

 

 

*تضليل

كي يحقق نصرا في الحرب، قتلهم جميعا بين سطور مقاله؛
 لم يدرِ أنهم أحياء عند ربهم يرزقون..

 

*طيور الجنة

دخلوا مستشفى (الشفاء) عنوة؛ فما وجدوا غير الشفاء؛
 أطفالا فرحين بأرجلهم المبتورة في طريقهم إلى هناك..



*عجرفة

قالوا بأنه لا يقهر، لا يمل.. لا يزال إلى اليوم  يتعلم الحساب السريع؛
يتخذ النساء والأطفال (خشيبات)، يجمعها في الظلام..

 

*ركلة حرة


بتوقيت فلسطين.. يطلع (فخر العرب) ملثما، يعدد الأهداف والضربات والتمريرات الحاسمة..

ينظر الصغير إلى قدمه المبتورة، يتلمسها برفق؛ يريد رمية من مسافة صفر..

 

 

*إحياء

في ليلنا الطويل، نمر على (الغريب)، نلقي عليه السلام خوفا منه؛ لا يبالي بسلامنا،
لا يكلمنا..
حين عاد الشهداء؛ تنفس الصبح؛ تبين أنه كيس قمامة يخفون ريحه..

 

 

*سردية جديدة

يكتب الصغار  قصصهم  دون ملل.. يشرد أحدهم أحيانا؛  بترت يداه في قصف بيته، يتكئ  على  جدار (الزمكان)، يسهب في الحكاية؛  نصفه في البرزخ..

 

 

*جسد واحد

صمدنا طويلا أمام القصف المتواصل على المدينة، هدمت كل البيوت، الأشلاء في كل مكان، منعت سيارات الإسعاف.. لم يبق منا أحد على قيد الحياة؛  قتلنا جميعا أمام الشاشة..

 

 

*أبعاد

كي يقتلوهم جميعا، ملؤوا الأنفاق بماء (البحر)..
في غفلة منهم، خرجوا أحياء، لم تبتل أثوابهم..
أخطأ الذكاء الاصطناعي في الحساب ؛ الجنة عرضها (السماء)..

 

 

*غزة

 

الذي غرس خنجره في قلبها يعلم أن من حولها لا يصرخون..

في منهجه التفكيكي، قتل المعنى وتركها للأثر؛
تدعو ربها دون أن يسمعها إخوة الدم
..

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.