عَجَباً! هلْ جُنونُ عصْري دَهاني *** وأنا في قلْبِ السّرابِ أعاني؟
فكَانَّ الدّنْيــــــــــا مِياهٌ ومَوْجٌ *** وجَفافي مِنْ كلِّ صَوْبٍ غَزاني !
بَيْنَ طُوفانِ الْوهْمِ والْمَوْتِ أحْيا***دُونَ مَبْنىً، في مُهْمَلاتِ الْمَعاني
مِنْ فَراغِ الْأشْواقِ أغْرِفُ شَوْقاً *** غائباً عَمّا دارَ تحْتَ الزّمانِ
صَمْتُ هَوْلِ الضّجيجِ شَلَّ صُمودي***فتَناثَرْتُ في رَمادِ الْمَكانِ
يَتَمـــــادَى حُزْنُ الْمَآتِمِ حَوْلِي *** مِنْ وَبـــــاءٍ أدانَ كلَّ الثّواني
ماتَ هذا، أصِيبَ هذا، وحالِي *** في ظلامٍ يُبِيدُ ذَكْرَى الْأماني
عَجَزَ الطِّبُّ فالْوُجُــودُ قُبورٌ *** ودُمـــوعُ الْأيْتامِ هَدَّتْ كِياني
والثّكالَى مِثْلُ الْأرامِلِ جَمْعٌ***جَنْبَ جَمْعٍ في حَجْرِيَاتِ الْمَباني
نَحْوَ عَصْرِ الْفَناءِ نَمْشِي حَيارَى***تحْتَ خَوْفٍ مَحا سِتارَ الْأمانِ
يا إلَـهِي إِنَّا عِبادٌ ضِعافٌ *** فَاحْمِنـا منْ صُرُوفِ هذا الْأوانِ.
بقلم : بومدين جلالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق