فايزة زاد
جميلة لا ترتدي غير الأحمر، لا تأكل غير الأخضر، ويمتقع وجهها بالأصفر وهي تراه ينحني ليقبل يدي ورأسي...تقفز كما الجرادة من زاويتي المنفرجة لزاويته الحادة، لترقعه بنظرة آمرة أن
_ خلف در..
يدهشني كبدي، إذ يتحول...كما المتحولون في الأفلام السنمائية المرعبة...وينسحب كما الزئبق من مجلسي الذي كثيرا ما تعيرني به...وتنعتني بوقاحة منقطعة...
بالرادار...وتلقي في وجهي..
_ ما يقعد فالباب غير الداب...
لا أحك هذا الوجع لأحد..رغم أنه ليس سرا...لولا انك حركت في داخلي الوجع...يا امرأة اخلفت عهدها لي وسكنت هذا القبر...لمن سأشكو جميلة بعد اليوم ...ابني الذي يعشق عينيها الخضراوين...يغرق كل مساء في زواياها الماكرة ويفقد حاسة السمع والرؤية والشم أيضا فلا أنيني يفجعه ولا حرائقي تزكمه، ولا المكان الذي انتقيته لأراه كلما دخل يلفته، فجأة توقف عن الانحناء وتقبيلي، فجأة صنعت منه جميلة صرصور يقفز مثلها ويتجاوزني بأكياسه الملئى بألوان جميلة المفضلة، وبكل ما تحب أن تأكل جميلة...
_ أما أنا، يا خائنة العهد...سآكل التراب، ليس لي غير هذا المكدس على جثتك لأتمرغ عليه كقطة جرباء، وألعق حرقتي، وحرقتك...فلم يخف علي يوما انك رحلت بغصة تشبه جميلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق