فايزة زاد
فتحت الكيس الأسود بحذر، وعن غير قصد اعدت غلق فمي المشرع على الدهشة وربما على النفاذ من أنين كفوفه التي قد ترقع على خدي الحمراوين من أثر الكوشة...كنت أقابل فوهة بركان لمدة تزيد عن ساعة في عملية طهو ما سيفسد صومه عن الأكل لمدة أسبوع، فكأنه تمكن بحدسه تمييز ذلك الكيس من بين عشرات أكياس التسوق التي استقبل بها رمضان في أول أيامه، قال وهو يخطفه من بين أناملي دون ان يدرك أنني شاهدت محتواه، وهرول به مسرعا نحو غرفتنا الزوجية.
_ تحشرين أنفك في كل شاردة.
لا اتصوره وهو يحكم اغلاق بابها عليه أنه يتذكر أنني زوجته، شريكته الجديدة التي مذ جاءت هنا لم تحس ان لها غرفة خاصة غير المطبخ، رغم أن هناك أوقات كثيرة تنتهك حرمة خلوتي، فتصبح مستعمرة ومستباحة لكثير من الأنفس التي يقدم لها الدعوات دون مشاورتي، بل وأحيانا تهتك جلستنا بحضور جماعي لا يكاد ما احترقت لأجله يكفي لتبسمه في وجهي وقد تنفلت مجاملات خافتة من حناجر ضيقة رافقته بمكر للتفرج على خيبتي..أو على رجولته المصطنعة..
_ يعطيك الصحة...التي تجعل عيني تائهة تتنقل بين الأفواه عن مصدرها..
ثم فجأة يكرر الاختفاء عن ضيوفه كعادته، ليعود مبتسما كما لم يبسم قبلا...ويكمل سهرته معهم حول مائدة الشاي والتحلية والمكسرات دون أن يسأل عن غيابي...فوجه أمه واخوته يمنحونه السكينة وليس زواجنا الذي لازلت أعد أيامه في أجندتي السنوية المعلقة على باب الثلاجة...علاقة باردة لاتستحق أن تؤرخ الا في فوهة مثلجة كقلبه الأرعن...
ثم اصنع لنفسي حواري الداخلي الذي قد اكتبه في قصة قادمة واحكي عن خيباتي الكثيرة في مملكة آل....ال...كلب...،
ثم اضحك بألم عميق يسكنني...
لو يسمعونني،، لو سمعوني لطلقت تسعة وتسعون طلقة وطلقة أخرى على عجل...الله يرحم فمك هيام يونس..أما فمي فتلزمه كمامة محكمة أكبر مما يحتويه كيسه تقيني فيروس صفعاته التي لا احصيها...لكنه أبدا لا يمنحني خلوة مثلهم أو أن يسحب واحدة من كنزه المخبوء ويثبت لي أنني امرأته.
فايزة زاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق