حاورته:أمنة برواضي
الحلقة الثانية عشرة من سلسلة " مع الناقد" مع الدكتور محمد يحيى قاسمي.
السلام عليكم دكتور : محمد يحيى قاسمي.
أولا، أرحب بكم وأشكركم على تفضلكم بالموافقة على الإجابة عن أسئلتي. ليكن أول سؤال.
جواب:
الاسم الكامل محمد يحيى قاسمي . من مواليد مدينة وجدة
أستاذ جامعي بكلية الآداب – جامعة محمد الأول بوجدة .
أستاذ مواد : العروض وموسيقى الشعر والأدب المغربي الحديث
رئيس وحدة التكوين في بيبليوغرافيا الأدب المغربي الحديث .
عضو اتحاد كتاب المغرب
مدير مجلة : بيبليوغرافيا
صدر لي لحد الآن المؤلفات التالية :
بيبليوغرافيا الشعر العربي الحديث بالمغرب– منشورات كلية الآداب – وجدة - 1996.
بيبليوغرافيا القصة المغربية– مطبعة الجسور – وجدة - 1999 .
سيرورة القصيدة– منشورات اتحاد كتاب المغرب– الرباط -2000 .
بيبليوغرافيا الرواية المغربية – مطبعة الجسور – وجدة -2002 .
الكتابة الأدبية عند أحمد زياد– منشورات كلية الآداب - وجدة - 2002.
بيبليوغرافيا المسرح المغربي – مؤسسة النخلة للكتاب – وجدة-2003 .
الرواية المغربية المكتوبة بالعربية : الحصيلة والمسار– منشورات وزارة الثقافة -2003.
بيبليوغرافيا الأدب المغاربي الحديث والمعاصر– مؤسسة النخلة للكتاب – وجدة-2005.
بيبليوغرافيا المبدعات المغاربيات – دار الأمان – الرباط - 2006.
خصائص الرواية المغربية في الجهة الشرقية – مطبعة الشرق – وجدة - 2006.
الإبداع الأدبي المعاصر بالجهة الشرقية من المغرب– مطبعة الجسور – وجدة – 2008.
الأدب المغربي المعاصر – منشورات وزارة الثقافة– الرباط – 2009 .
الإبداع المغربي المعاصر بالجهة الشرقية– منشورات مقاربات – آسفي- 2009 .
ظلال الكاتب : مقاربات في تجربة جلول قاسمي الروائية– مطابع الأنوار المغاربية – وجدة – 2011 .
الكتاب الأدبي الأول - منشورات وزارة الثقافة– الرباط- 2012.
منشورات اتحاد كتاب المغرب(بيبليوغرافيا) - منشورات اتحاد كتاب المغرب- الرباط- 2012 .
الفهرس العام لمجلة آفاق - منشورات اتحاد كتاب المغرب- الرباط- 2012 .
بيبليوغرافيا الشعر المغربي المعاصر - منشورات وزارة الثقافة – الرباط- 2016.
الفهرس العام لمجلة الثقافة المغربية- مطبعة الجسور- وجدة- 2017.
بيبليوغرافيا الإبداع النسائي المغربي المعاصر- مكتبة سلمى الثقافية- تطوان- 2017.
الفهرس العام لمجلة آفاق - منشورات اتحاد كتاب المغرب- الرباط- 2018 .
منشورات اتحاد كتاب المغرب(2012-2018) - منشورات اتحاد كتاب المغرب- الرباط- 2018 .
بيبليوغرافيا الإبداع الأمازيغي المغربي- منشورات اتحاد كتاب المغرب- الرباط- 2018 .
صيرورة النص المسرحي المغربي - مطبعة الجسور- وجدة- 2018.
سؤال:
2- يعترف لكم القاصي والداني باجتهاداتكم أو تخصصكم في علم البيبليوغرافيا منذ تسعينات القرن الماضي، فهل هناك أسرار أو أسباب وراء هذا التخصص؟
جواب:
يعود هذا الاختيار لسببين: أولهما الفراغ الذي وجدته في الساحة الثقافية المغربية مقارنة بدول عربية خطت خطوات كبيرة في مجال التوثيق عموما، ومجال البيببليوغرافيا تحديدا. وأستثني هنا بعض الأعمال الرائدة التي توقفت للأسف في بداياتها، ولم يكتب لها الاستمرار.
أما السبب الثاني في هذا التخصص فيرجع إلى ميولي الرياضي منذ التعليم الأولي والإعدادي والثانوي التي تعتمد على الإحصاء والأرقام. غير أن توجيهي– خطأ- إلى شعبة أدبية حال دون الغوص في العلوم الرياضية. ولكني استثمرت هذه (الموهبة الرياضية) في الدرس الأدبي.
لذلك أقول إن علم التوثيق ينبغي أن يكون من المواد الأولى والأساسية في المقررات الجامعية إلى جانب علم التحقيق وتقنيات البحث .
سؤال:
3- أستاذي الفاضل لكم دكتوراه في النقد الشعري في المغرب . هلا حدثتنا عن هذه الأطروحة ؟
جواب:
سأتحدث عن السياق الذي جاءت فيه هذه الأطروحة. فقد أنجزت سنة 1991 رسالة جامعية عن أحد رواد النقد المغربي في سنوات الثلاثين وهو الأديب الناقد محمد بن العباس القباج. وهالني مستوى النصوص النقدية المغربية التي صادفتها وأنا أجمع نصوص القباج تنظيرا وممارسة. وفي المقابل كنت أقرأ أحكاما نقدية جاهزة عن هذه الفترة مثل القول بأنها " ثرثرة كلامية " وأنها لا ترقى – كلها أو بعضها – إلى مستوى الكتابة النقدية القائمة على كفاية نظرية ومنهجية. والقول مثلا بأن النقاد المعاصرين لم يخرجوا من معطف نقد عهد الحماية. فغض الطرف بذلك عن هذه المرحلة.
وأقل ما يمكن قوله عن أصحاب هذه الآراء إنهم لم يقرؤوا نصوص هذه الفترة. ومن ثم ظل كثير من جوانبها مطوي الصفحات؛ مجهول الأفق، مظلم الحواشي.
ونختلف مع هؤلاء في صرف النظر عن هذه المرحلة تماما دون أدنى التفات إليها. لأن الواجب العلمي والموضوعي يمنعنا من إصدار الأحكام جزافا وبعيدا عن الاحتكاك بالمتن النقدي، كما لا يبرر إهمالنا وإقلاعنا عن البحث فيها، إذ يمكن أن تتجه الدراسة إما إلى قراءة النصوص النقدية التي ظهرت في تلك الفترة قراءة متأنية فاحصة، وإما إلى البحث حينذاك عن أسباب فشل المشروع النقدي الحديث في المغرب، وتحديد مظاهر الأزمة التي يعانيها .
إن مرد مظاهر القصور التي اكتنفت بعض الآراء أو جانبا منها على الأقل ؛ هو الصعوبات التي يطرحها الاطلاع على ذلك التراث الموزع على صفحات الجرائد والمجلات المتباعدة الصدور، الشيء الذي كان يستنفد طاقة الباحثين ويصرفهم عن إعمال النظر في النصوص التي ظهرت قبل الاستقلال، والكشف عن كبريات القضايا التي شغلت النقد الشعري في المغرب .
إن الأحكام المشار إليها هي التي أثمرت فكرة توسيع دائرة البحث من الخاص (شخصية نقدية) إلى العام (النقد في عهد الحماية) لرد الاعتبار لهذه الفترة المنسية فكانت الأطروحة التي أنجزتها سنة 2000 والتي لا تزال - للأسف - حبيسة الرفوف، وتلك قضية أخرى.
ولكنني في المقابل أحمد الله أن مدة الاشتغال بهذه الأطروحة مكنتني من الاطلاع على كنوز من النقد المغربي لا تفنى مبثوثة عبر صفحات المجلات والجرائد التي كانت رائجة آنئذ مثل إظهار الحق والأطلس والأنيس والأثير والسعادة ورسالة المغرب ورسالة الأديب والتقدم والأطلس والنبوغ والنصر والمغرب والوداد وغيرها كثير .
سؤال:
4 - كتاب " بيبليوغرافيا الأدب المغاربي الحديث والمعاصر " أول كتاب يعنى بتوثيق الأدب المغاربي هل لكم أن تحدثنا عن الصعاب والعراقيل التي اعترضت سبيل إخراج هذا العمل الشاق والمتميز؟
جواب:
تأتي الصعوبة أولا من الفراغ الكبير الذي ما زال يعرفه هذا المجال على الصعيد المغاربي، وحتى على صعيد بعض الأقطار العربية، بحيث ما زال من الصعوبة بمكان معرفة ما يصدر في هذا القطر المغاربي والعربي أو ذاك من كتب ومنشورات ودوريات ثقافية.
ولعل الصعوبة الثانية تكمن في جمع المادة وترتيبها وتصنيفها على مستوى الإنتاج الأدبي والنقدي المغاربي ككل الصادر باللغة العربية تحديدا،
وجمع هذه المادة المتناثرة هنا وهناك يستدعي منك الاستعانة بطلبتك، ويستدعي التنقل إلى الأقطار المغاربية الخمسة، بل إلى مدنها وقراها. ويستحيل أن يتحقق ذلك في ظل الظروف التي أنجز فيها الكتاب – ولا تزال قائمة - وهذه صعوبة ثالثة.
أما المقصود بالظروف فهي التي تمنعك مثلا من التنقل إلى مدينة مثل (تلمسان) تطل عليها من أحواز مدينتك (وجدة)، وتجبرك على التنقل عبر الطائرة إلى الدار البيضاء ثم إلى وهران فتلمسان. فما بالك بالمدن النائية؟
سؤال:
5 - هل كان لكتابكم ببليوغرافيا الأدب المغاربي الحديث والمعاصر دور في إعادة الاعتبار للأدب المغاربي؟ كيف ذلك؟
جواب:
الجواب عن الدور أو القيمة التي يقدمها أي كتاب لا يمكن أن تصدر عن مؤلفه، فالحكم يرجع حتما للمتلقي. فهو الكفيل بالتقويم بناء على حجم استفادته من هذا المؤلف أو ذاك.
ولكن لا بأس من القول إن صدور كتاب ( ببليوغرافيا الأدب المغاربي الحديث والمعاصر) في أجناسه الأدبية الأساسية حقق لأول مرة نوعا من التجاور والتكامل في مجلد واحد. فباستثناء بعض المبادرات الببليوغرافية الفردية في هذا القطر المغاربي أو ذاك، باللغتين العربية والفرنسية تحديدا، فإننا لا نكاد نعثر على ببليوغرافيا متكاملة تعنى بتوثيق الآداب المغاربية.
وتكمن أهمية هذا الكتاب ودوره ثانيا فيما وفره للباحثين – ولا يزال - "من مادة أساسية لإجراء بعض القراءات الموازية في مختلف هذه المشاهد الأدبية المغاربية التي يرصدها الكتاب، وكذا إمكانية عقد المقارنات بين الإنتاج الأدبي والنقدي على صعيد هذا القطر المغاربي أو ذاك"،
أضيفي إلى ذلك كونه "كتابا يوفر مجالا ملائما لتتبع صيرورة الكتابة الأدبية والنقدية وتطور إنتاجها داخل الأقطار المغاربية الخمسة، وكذا رصد أهمية الأسئلة والجوانب التي ركزت عليها تلك الخطابات النقدية، على الأقل من خلال ما تكشف عنه بعض عناوينها، ومن خلال ذلك كله إعادة الاعتبار للأدب المغاربي من خلال تسجيل لحظاته المشرقة، وتوثيق مختلف الكتابات التي ساهم بها كتاب هذا الجزء الأساسي من الوطن العربي".
ومن الخلاصات الأساسية التي يكشف عنها هذا الكتاب نشير إلى "ندرة ما تم تحقيقه من إنتاج أدبي، على امتداد الفترات الزمنية المشار إليها، مقارنة بما تحقق في المشرق العربي، يضاف إلى ذلك خفوت الصوت النسائي المغاربي على مستوى الإبداع الأدبي المكتوب باللغة العربية، مقارنة بما تحقق لدى المرأة الكاتبة من تراكم أدبي في بعض الأقطار العربية الأخرى"،
أما رد الاعتبار للأدب المغاربي فيمكن أن تلخصه هذه العبارات التي صدرت بها الكتاب، والتي تقول : (حين تستحيل الوحدة المغاربية أو العربية على المستوى السياسي يمكن أن تتحقق على المستوى الشعبي أو الأدبي.)
سؤال:
6 - دكتور لو سألتكم عن إصدارات المرأة المغربية مقارنة بما أصدره الرجل ما هو جوابكم؟ وكيف هي مقارنة بما تصدره المرأة المبدعة في باقي الدول المغاربية الأخرى؟
جواب:
الساحة الثقافية العربية على العموم والمغربية بالخصوص أثبتت أن هناك تراكما إبداعيا مهما من لدن المرأة، لذلك وجب الاهتمام بهذه الظاهرة ومقارنتها من حيث الحصيلة والخصوصية.
والدليل على ما أشرنا إليه هو فتح ماستر للكتابة النسائية في عدة كليات، وتوالي الإصدارات الخاصة بالكتابة النسائية إلى حد أصبحت تشكل مكتبة نسائية ذات حجم كبير.
وقد أصدرت في هذا الموضع كتابين، أحدها عن المبدعات المغاربيات ، والثاني عن الإبداع النسائي المغربي ، ومن الخلاصات الدالة على تنامي حركية الإبداع النسائي المغربي هذه الحصيلة التي بلغت إلى حدود شهر نونبر من سنة 2017 : 1154 عمل إبداعي، بقلم 732 مبدعة ، توزعت على الأجناس الأدبية كما يلي:
625 مجموعة شعرية بأقلام 390 شاعرة.
242 مجموعة قصصية بأقلام 145 قاصة.
175 رواية بقلم 106 روائية.
108 مجموعة زجلية بأقلام 80 زجالة
11 نصا مسرحيا بأقلام 11 كاتبة.
ويمكن أن أسجل هنا الملاحظات التالية:
- تجربة الكتابة النسائية تجربة فتية لا تتعدى ستة عقود.
- التفاوت الكبير في الحصيلة بين الأجناس الأدبية نفسها إذ تمثل حصيلة المجموعات الشعرية أكثر من الضعف مما تنتجه المرأة في جنسي القصة القصيرة والرواية. وتستحيل المقارنة أحيانا بين ما تنتجه المرأة في الشعر، وما تنتجه في المسرح.
هيمنة الأقلام الذكورية على الإبداع المغربي المعاصر إذ لا تشكل هذه الحصيلة سوى عشرة في المائة من الحصيلة الوطنية.
أما من حيث مقارنة هذه الحصيلة بباقي الأقطار المغاربية فيمكن أن أسجل من خلال خلاصات كتابي الأول أن المغرب يحتل المراتب الأولى في كل الأجناس الأدبية – وهذا ليس مفاضلة - لأن المقارنة هنا ليست موضوعية - في نظري- ما دامت الكثافة السكانية في المغرب تمثل أربعة أضعاف مثيلتها في تونس، وأضعاف ذلك في ليبيا وموريتانيا .
سؤال:
7 _ بفضل إصداراتكم العديدة في مجال الببليوغرافيا قدمتم خدمة للطلبة ولأصحاب التخصصات وأصبحت كتبكم مرجعا لهم، ما هي رسالتكم للطلبة والباحثين في الببليوغرافيا؟
جواب:
هي رسالة للباحثين والمسؤولين في آن واحد :
التوثيق ذاكرة الأمة، يحفظ تاريخها في كل المجالات، ولا معنى لتاريخنا الأدبي دون ذاكرة تلملم أجزاء هذا الأدب المتناثر هنا وهناك بين المخطوط والمرقون والمطبوع والمنشور عبر الدوريات والصحائف.
وهو عتبة للدراسة النقدية، لذلك فهي مهمة شاقة ومتعبة. ومن أهم شروطها –بالنسبة للباحثين - الصبر وعدم التسرع في إنهاء العمل والتنقيب عبر مختلف المصادر، والتنقل بين الخزانات العامة والخاصة وبين الأكشاك بل البحث في الأسواق الشعبية عند بائعي الكتب المستعملة .
توثيق التراث المغربي ينبغي أن ينتقل من المجهود الفردي إلى المجهود المؤسساتي، هذا الذي ينقصنا في المغرب إذ الأعمال المنجزة علميا لحد الآن هي أعمال تكفل بها أفراد (أساتذة وطلبة في الغالب) لهم غيرة على الأدب المغربي، ولم تكلف المؤسسات الثقافية والجامعية نفسها أخذ المبادرة للارتقاء بهذا العلم إلى أعلى مراتبه عن طريق تنظيم المشتغلين والمهووسين بهذا العلم في إطار جمعية مؤطرة من لدن أساتذة مختصين في المجال حتى تضمن مشروعية أكبر لما يقومون به في إطار استراتيجية محكمة لها أهدافها وغاياتها الواضحة .
شكرا لكم أستاذي الفاضل، مسيرة موفقة بإذن الله.
حاورته المبدعة: أمنة برواضي.
الحلقة الثانية عشرة من سلسلة " مع الناقد" مع الدكتور محمد يحيى قاسمي.
السلام عليكم دكتور : محمد يحيى قاسمي.
أولا، أرحب بكم وأشكركم على تفضلكم بالموافقة على الإجابة عن أسئلتي. ليكن أول سؤال.
1- من هو محمد يحيى قاسمي؟
جواب:
الاسم الكامل محمد يحيى قاسمي . من مواليد مدينة وجدة
أستاذ جامعي بكلية الآداب – جامعة محمد الأول بوجدة .
أستاذ مواد : العروض وموسيقى الشعر والأدب المغربي الحديث
رئيس وحدة التكوين في بيبليوغرافيا الأدب المغربي الحديث .
عضو اتحاد كتاب المغرب
مدير مجلة : بيبليوغرافيا
صدر لي لحد الآن المؤلفات التالية :
بيبليوغرافيا الشعر العربي الحديث بالمغرب– منشورات كلية الآداب – وجدة - 1996.
بيبليوغرافيا القصة المغربية– مطبعة الجسور – وجدة - 1999 .
سيرورة القصيدة– منشورات اتحاد كتاب المغرب– الرباط -2000 .
بيبليوغرافيا الرواية المغربية – مطبعة الجسور – وجدة -2002 .
الكتابة الأدبية عند أحمد زياد– منشورات كلية الآداب - وجدة - 2002.
بيبليوغرافيا المسرح المغربي – مؤسسة النخلة للكتاب – وجدة-2003 .
الرواية المغربية المكتوبة بالعربية : الحصيلة والمسار– منشورات وزارة الثقافة -2003.
بيبليوغرافيا الأدب المغاربي الحديث والمعاصر– مؤسسة النخلة للكتاب – وجدة-2005.
بيبليوغرافيا المبدعات المغاربيات – دار الأمان – الرباط - 2006.
خصائص الرواية المغربية في الجهة الشرقية – مطبعة الشرق – وجدة - 2006.
الإبداع الأدبي المعاصر بالجهة الشرقية من المغرب– مطبعة الجسور – وجدة – 2008.
الأدب المغربي المعاصر – منشورات وزارة الثقافة– الرباط – 2009 .
الإبداع المغربي المعاصر بالجهة الشرقية– منشورات مقاربات – آسفي- 2009 .
ظلال الكاتب : مقاربات في تجربة جلول قاسمي الروائية– مطابع الأنوار المغاربية – وجدة – 2011 .
الكتاب الأدبي الأول - منشورات وزارة الثقافة– الرباط- 2012.
منشورات اتحاد كتاب المغرب(بيبليوغرافيا) - منشورات اتحاد كتاب المغرب- الرباط- 2012 .
الفهرس العام لمجلة آفاق - منشورات اتحاد كتاب المغرب- الرباط- 2012 .
بيبليوغرافيا الشعر المغربي المعاصر - منشورات وزارة الثقافة – الرباط- 2016.
الفهرس العام لمجلة الثقافة المغربية- مطبعة الجسور- وجدة- 2017.
بيبليوغرافيا الإبداع النسائي المغربي المعاصر- مكتبة سلمى الثقافية- تطوان- 2017.
الفهرس العام لمجلة آفاق - منشورات اتحاد كتاب المغرب- الرباط- 2018 .
منشورات اتحاد كتاب المغرب(2012-2018) - منشورات اتحاد كتاب المغرب- الرباط- 2018 .
بيبليوغرافيا الإبداع الأمازيغي المغربي- منشورات اتحاد كتاب المغرب- الرباط- 2018 .
صيرورة النص المسرحي المغربي - مطبعة الجسور- وجدة- 2018.
سؤال:
2- يعترف لكم القاصي والداني باجتهاداتكم أو تخصصكم في علم البيبليوغرافيا منذ تسعينات القرن الماضي، فهل هناك أسرار أو أسباب وراء هذا التخصص؟
جواب:
يعود هذا الاختيار لسببين: أولهما الفراغ الذي وجدته في الساحة الثقافية المغربية مقارنة بدول عربية خطت خطوات كبيرة في مجال التوثيق عموما، ومجال البيببليوغرافيا تحديدا. وأستثني هنا بعض الأعمال الرائدة التي توقفت للأسف في بداياتها، ولم يكتب لها الاستمرار.
أما السبب الثاني في هذا التخصص فيرجع إلى ميولي الرياضي منذ التعليم الأولي والإعدادي والثانوي التي تعتمد على الإحصاء والأرقام. غير أن توجيهي– خطأ- إلى شعبة أدبية حال دون الغوص في العلوم الرياضية. ولكني استثمرت هذه (الموهبة الرياضية) في الدرس الأدبي.
لذلك أقول إن علم التوثيق ينبغي أن يكون من المواد الأولى والأساسية في المقررات الجامعية إلى جانب علم التحقيق وتقنيات البحث .
سؤال:
3- أستاذي الفاضل لكم دكتوراه في النقد الشعري في المغرب . هلا حدثتنا عن هذه الأطروحة ؟
جواب:
سأتحدث عن السياق الذي جاءت فيه هذه الأطروحة. فقد أنجزت سنة 1991 رسالة جامعية عن أحد رواد النقد المغربي في سنوات الثلاثين وهو الأديب الناقد محمد بن العباس القباج. وهالني مستوى النصوص النقدية المغربية التي صادفتها وأنا أجمع نصوص القباج تنظيرا وممارسة. وفي المقابل كنت أقرأ أحكاما نقدية جاهزة عن هذه الفترة مثل القول بأنها " ثرثرة كلامية " وأنها لا ترقى – كلها أو بعضها – إلى مستوى الكتابة النقدية القائمة على كفاية نظرية ومنهجية. والقول مثلا بأن النقاد المعاصرين لم يخرجوا من معطف نقد عهد الحماية. فغض الطرف بذلك عن هذه المرحلة.
وأقل ما يمكن قوله عن أصحاب هذه الآراء إنهم لم يقرؤوا نصوص هذه الفترة. ومن ثم ظل كثير من جوانبها مطوي الصفحات؛ مجهول الأفق، مظلم الحواشي.
ونختلف مع هؤلاء في صرف النظر عن هذه المرحلة تماما دون أدنى التفات إليها. لأن الواجب العلمي والموضوعي يمنعنا من إصدار الأحكام جزافا وبعيدا عن الاحتكاك بالمتن النقدي، كما لا يبرر إهمالنا وإقلاعنا عن البحث فيها، إذ يمكن أن تتجه الدراسة إما إلى قراءة النصوص النقدية التي ظهرت في تلك الفترة قراءة متأنية فاحصة، وإما إلى البحث حينذاك عن أسباب فشل المشروع النقدي الحديث في المغرب، وتحديد مظاهر الأزمة التي يعانيها .
إن مرد مظاهر القصور التي اكتنفت بعض الآراء أو جانبا منها على الأقل ؛ هو الصعوبات التي يطرحها الاطلاع على ذلك التراث الموزع على صفحات الجرائد والمجلات المتباعدة الصدور، الشيء الذي كان يستنفد طاقة الباحثين ويصرفهم عن إعمال النظر في النصوص التي ظهرت قبل الاستقلال، والكشف عن كبريات القضايا التي شغلت النقد الشعري في المغرب .
إن الأحكام المشار إليها هي التي أثمرت فكرة توسيع دائرة البحث من الخاص (شخصية نقدية) إلى العام (النقد في عهد الحماية) لرد الاعتبار لهذه الفترة المنسية فكانت الأطروحة التي أنجزتها سنة 2000 والتي لا تزال - للأسف - حبيسة الرفوف، وتلك قضية أخرى.
ولكنني في المقابل أحمد الله أن مدة الاشتغال بهذه الأطروحة مكنتني من الاطلاع على كنوز من النقد المغربي لا تفنى مبثوثة عبر صفحات المجلات والجرائد التي كانت رائجة آنئذ مثل إظهار الحق والأطلس والأنيس والأثير والسعادة ورسالة المغرب ورسالة الأديب والتقدم والأطلس والنبوغ والنصر والمغرب والوداد وغيرها كثير .
سؤال:
4 - كتاب " بيبليوغرافيا الأدب المغاربي الحديث والمعاصر " أول كتاب يعنى بتوثيق الأدب المغاربي هل لكم أن تحدثنا عن الصعاب والعراقيل التي اعترضت سبيل إخراج هذا العمل الشاق والمتميز؟
جواب:
تأتي الصعوبة أولا من الفراغ الكبير الذي ما زال يعرفه هذا المجال على الصعيد المغاربي، وحتى على صعيد بعض الأقطار العربية، بحيث ما زال من الصعوبة بمكان معرفة ما يصدر في هذا القطر المغاربي والعربي أو ذاك من كتب ومنشورات ودوريات ثقافية.
ولعل الصعوبة الثانية تكمن في جمع المادة وترتيبها وتصنيفها على مستوى الإنتاج الأدبي والنقدي المغاربي ككل الصادر باللغة العربية تحديدا،
وجمع هذه المادة المتناثرة هنا وهناك يستدعي منك الاستعانة بطلبتك، ويستدعي التنقل إلى الأقطار المغاربية الخمسة، بل إلى مدنها وقراها. ويستحيل أن يتحقق ذلك في ظل الظروف التي أنجز فيها الكتاب – ولا تزال قائمة - وهذه صعوبة ثالثة.
أما المقصود بالظروف فهي التي تمنعك مثلا من التنقل إلى مدينة مثل (تلمسان) تطل عليها من أحواز مدينتك (وجدة)، وتجبرك على التنقل عبر الطائرة إلى الدار البيضاء ثم إلى وهران فتلمسان. فما بالك بالمدن النائية؟
سؤال:
5 - هل كان لكتابكم ببليوغرافيا الأدب المغاربي الحديث والمعاصر دور في إعادة الاعتبار للأدب المغاربي؟ كيف ذلك؟
جواب:
الجواب عن الدور أو القيمة التي يقدمها أي كتاب لا يمكن أن تصدر عن مؤلفه، فالحكم يرجع حتما للمتلقي. فهو الكفيل بالتقويم بناء على حجم استفادته من هذا المؤلف أو ذاك.
ولكن لا بأس من القول إن صدور كتاب ( ببليوغرافيا الأدب المغاربي الحديث والمعاصر) في أجناسه الأدبية الأساسية حقق لأول مرة نوعا من التجاور والتكامل في مجلد واحد. فباستثناء بعض المبادرات الببليوغرافية الفردية في هذا القطر المغاربي أو ذاك، باللغتين العربية والفرنسية تحديدا، فإننا لا نكاد نعثر على ببليوغرافيا متكاملة تعنى بتوثيق الآداب المغاربية.
وتكمن أهمية هذا الكتاب ودوره ثانيا فيما وفره للباحثين – ولا يزال - "من مادة أساسية لإجراء بعض القراءات الموازية في مختلف هذه المشاهد الأدبية المغاربية التي يرصدها الكتاب، وكذا إمكانية عقد المقارنات بين الإنتاج الأدبي والنقدي على صعيد هذا القطر المغاربي أو ذاك"،
أضيفي إلى ذلك كونه "كتابا يوفر مجالا ملائما لتتبع صيرورة الكتابة الأدبية والنقدية وتطور إنتاجها داخل الأقطار المغاربية الخمسة، وكذا رصد أهمية الأسئلة والجوانب التي ركزت عليها تلك الخطابات النقدية، على الأقل من خلال ما تكشف عنه بعض عناوينها، ومن خلال ذلك كله إعادة الاعتبار للأدب المغاربي من خلال تسجيل لحظاته المشرقة، وتوثيق مختلف الكتابات التي ساهم بها كتاب هذا الجزء الأساسي من الوطن العربي".
ومن الخلاصات الأساسية التي يكشف عنها هذا الكتاب نشير إلى "ندرة ما تم تحقيقه من إنتاج أدبي، على امتداد الفترات الزمنية المشار إليها، مقارنة بما تحقق في المشرق العربي، يضاف إلى ذلك خفوت الصوت النسائي المغاربي على مستوى الإبداع الأدبي المكتوب باللغة العربية، مقارنة بما تحقق لدى المرأة الكاتبة من تراكم أدبي في بعض الأقطار العربية الأخرى"،
أما رد الاعتبار للأدب المغاربي فيمكن أن تلخصه هذه العبارات التي صدرت بها الكتاب، والتي تقول : (حين تستحيل الوحدة المغاربية أو العربية على المستوى السياسي يمكن أن تتحقق على المستوى الشعبي أو الأدبي.)
سؤال:
6 - دكتور لو سألتكم عن إصدارات المرأة المغربية مقارنة بما أصدره الرجل ما هو جوابكم؟ وكيف هي مقارنة بما تصدره المرأة المبدعة في باقي الدول المغاربية الأخرى؟
جواب:
الساحة الثقافية العربية على العموم والمغربية بالخصوص أثبتت أن هناك تراكما إبداعيا مهما من لدن المرأة، لذلك وجب الاهتمام بهذه الظاهرة ومقارنتها من حيث الحصيلة والخصوصية.
والدليل على ما أشرنا إليه هو فتح ماستر للكتابة النسائية في عدة كليات، وتوالي الإصدارات الخاصة بالكتابة النسائية إلى حد أصبحت تشكل مكتبة نسائية ذات حجم كبير.
وقد أصدرت في هذا الموضع كتابين، أحدها عن المبدعات المغاربيات ، والثاني عن الإبداع النسائي المغربي ، ومن الخلاصات الدالة على تنامي حركية الإبداع النسائي المغربي هذه الحصيلة التي بلغت إلى حدود شهر نونبر من سنة 2017 : 1154 عمل إبداعي، بقلم 732 مبدعة ، توزعت على الأجناس الأدبية كما يلي:
625 مجموعة شعرية بأقلام 390 شاعرة.
242 مجموعة قصصية بأقلام 145 قاصة.
175 رواية بقلم 106 روائية.
108 مجموعة زجلية بأقلام 80 زجالة
11 نصا مسرحيا بأقلام 11 كاتبة.
ويمكن أن أسجل هنا الملاحظات التالية:
- تجربة الكتابة النسائية تجربة فتية لا تتعدى ستة عقود.
- التفاوت الكبير في الحصيلة بين الأجناس الأدبية نفسها إذ تمثل حصيلة المجموعات الشعرية أكثر من الضعف مما تنتجه المرأة في جنسي القصة القصيرة والرواية. وتستحيل المقارنة أحيانا بين ما تنتجه المرأة في الشعر، وما تنتجه في المسرح.
هيمنة الأقلام الذكورية على الإبداع المغربي المعاصر إذ لا تشكل هذه الحصيلة سوى عشرة في المائة من الحصيلة الوطنية.
أما من حيث مقارنة هذه الحصيلة بباقي الأقطار المغاربية فيمكن أن أسجل من خلال خلاصات كتابي الأول أن المغرب يحتل المراتب الأولى في كل الأجناس الأدبية – وهذا ليس مفاضلة - لأن المقارنة هنا ليست موضوعية - في نظري- ما دامت الكثافة السكانية في المغرب تمثل أربعة أضعاف مثيلتها في تونس، وأضعاف ذلك في ليبيا وموريتانيا .
سؤال:
7 _ بفضل إصداراتكم العديدة في مجال الببليوغرافيا قدمتم خدمة للطلبة ولأصحاب التخصصات وأصبحت كتبكم مرجعا لهم، ما هي رسالتكم للطلبة والباحثين في الببليوغرافيا؟
جواب:
هي رسالة للباحثين والمسؤولين في آن واحد :
التوثيق ذاكرة الأمة، يحفظ تاريخها في كل المجالات، ولا معنى لتاريخنا الأدبي دون ذاكرة تلملم أجزاء هذا الأدب المتناثر هنا وهناك بين المخطوط والمرقون والمطبوع والمنشور عبر الدوريات والصحائف.
وهو عتبة للدراسة النقدية، لذلك فهي مهمة شاقة ومتعبة. ومن أهم شروطها –بالنسبة للباحثين - الصبر وعدم التسرع في إنهاء العمل والتنقيب عبر مختلف المصادر، والتنقل بين الخزانات العامة والخاصة وبين الأكشاك بل البحث في الأسواق الشعبية عند بائعي الكتب المستعملة .
توثيق التراث المغربي ينبغي أن ينتقل من المجهود الفردي إلى المجهود المؤسساتي، هذا الذي ينقصنا في المغرب إذ الأعمال المنجزة علميا لحد الآن هي أعمال تكفل بها أفراد (أساتذة وطلبة في الغالب) لهم غيرة على الأدب المغربي، ولم تكلف المؤسسات الثقافية والجامعية نفسها أخذ المبادرة للارتقاء بهذا العلم إلى أعلى مراتبه عن طريق تنظيم المشتغلين والمهووسين بهذا العلم في إطار جمعية مؤطرة من لدن أساتذة مختصين في المجال حتى تضمن مشروعية أكبر لما يقومون به في إطار استراتيجية محكمة لها أهدافها وغاياتها الواضحة .
شكرا لكم أستاذي الفاضل، مسيرة موفقة بإذن الله.
حاورته المبدعة: أمنة برواضي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق