أعلان الهيدر

الخميس، 21 مارس 2019

الرئيسية " صورة مغايرة "

" صورة مغايرة "


محمود حمدون





كأنه الأمس .... نعم , فالمكان لم يتغيّر , متسع ببنائه , فلم أصدق أن غيره يفوقه حجماً .. نفس الحوائط, الباب الخشبي العتيق , تلك " السُقّاطة " النحاسية على شكل رأس كلب يفتح فاه عن أنياب أربعة , تتدلى منه قبضة , سنوات كثيرة مضت قبل أن أشبُّ عن الطوق و أصل إليها , بأناملي أرفعها و أتركها تسقط بحرية لتُحدث صوتاً مميّزاً يؤرق " جدتي" فتزجرني بصوتها, تتوعدني , فأجفل قيلاً ثم أعاود الكرّة من جديد ..


أدركت صغيراً أغوار و متاهات ذلك البيت , أدري متى أغوص في تفصيلاته و أندس وسط سراديبه فلا تصل إليّ يد أمي بعقاب عن خطأ أرتكبه , لطالما فعلت مشكلات , حتى صارت علماً عليّ ..
وقفت اليوم أمام بابه , قد غزا الشيب مفرقي , كهل تجاوز منتصف عمره بقليل , يولي وجهه نحو مجهول , تحسست " القبضة النحاسية و وجه " الكلب الغاضب " و قد علتهما زرقة غامقة , نفس الملمس , لكن الصورة أصبحت مغايرة , فقد ضاق المكان بشدة ,حتى حسبت أن البيت قد عصرته ضمة القبر , فاختلفت أضلاعه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.