أعلان الهيدر

الاثنين، 22 أكتوبر 2018

" تجاعيد "


محمود حمدون
صدمتني تلك العجوز بقولها : لست غريبة عنك , التقينا قبل وقت طويل , ما بيننا لا ينقطع أبداً, ختمت حديثها المنفرد بعبارة أقضّت مضجعي ليال طويلة : لن تراني ثانية , خط عُمرينا متصل , ينقطع في لحظة الفراق , تلك التي تغادر فيها الأرواح أجسادها .
= أنا لا أعرفك , من تكونين ؟ 
= ما بال حديثك مخيف هكذا ؟ 
= ثم كيف نرتبط سوياً , ربما لا زلت أنا في أول الطريق , أظنك قد بلغت نهايته , فكيف تتصل حياتينا ؟
أجابتني بابتسامة انتشرت بين ثنايا تجاعيد وجهها , ثم غادرتني فجأة .
أربعون عاماً , لا زلت أذكرها بملامحها , تغيب الحوادث , تسقط الأيام من الذاكرة , يتوه العقل عن الأحباب و الراحلين , لكنها شاخصة أمامي , ترن كلماتها في أذني ..
فأسألها : من أنت ؟ متى ينقطع ما اتصل؟ هل اتصل جبراً ؟ أو هل اتصل حقاً؟
فليس سوى رجع صوتي إجابة قاسية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.