أعلان الهيدر

الجمعة، 5 أكتوبر 2018

الرئيسية كم من مسجد أسس بنيانه على جرف هار

كم من مسجد أسس بنيانه على جرف هار


الشاعر حامد الشاعر
إذا معبد يبنى على الظلم ينهار ـــــــ و فيما هو الجاري النهى الحر يحتار
و ليل الدجى في موعد الصبح ينجلي ــــــ و في منتدى الظلماء للبدر أنوار
شموس الحمى كنا مضيء نهارنا ـــــــ و تخفى بليل القهر و القسر أقمار
بأشعارنا أقداره الشعب غيرت ـــــــ و تسمو لدى نور النهى الحر أفكار
و تبنى على التقوى و تعلو مساجد ـــــــ و من حوله سجن الطواغي أسوار
مليك جبى الأموال بالكره و الأذى ـــــــ لأجل بناء مسجد صار ينهار
غدا المسجد السياح زهوا مزارهم ــــــــ و ما في الحمى يعلو بناء و إعمار
و بالزينة اليوم المساجد زينت ـــــــ و يعلو بناء في سماء و معمار
و تبنى بيوت الله بغيا أمامها ـــــــ الملاهي و حانات السكارى و أوكار
بغايا و بنيان القمار علا ترى ـــــــ بنوك الربا في فعله الجرم إصرار
بلا طائل الجدوى رفعنا مساجدا ــــــــ لأجل رياء عنده بان إظهار
و كان بنا الأولى بناء مدارس ـــــــ طريق المعالي نرتضيه و نختار
مشاف هو الأولى في بلادي بنائها ــــــــ يريد الحياة الشعب تختار أقدار
و كم من طريق سوف كنا بموطني ــــــــ سنبني و تجري إن دوى الرعد أمطار
و عدل أساس الملك في منتدى المدى ـــــــ له الظلم كالظلماء قدر و مقدار
شباب بلادي في دروب مشرد ـــــــ بلا الشغل في بحر الأساطير إبحار
بوحل الأسى شعبي غريق و يرتجي ــــــــ حياة نجاة و الأذى فيه إكثار
و منه نظام الحكم للوهم نشتري ـــــــ تباع بسوق الذكر و الفكر أشعار
على ظهره مثل الحمار الذي غوى ـــــــ لتلقى كحمل ذائع الصيت أسفار
و شيطاننا الملعون أضحى إمامهم ـــــــ يصلي مع الأخيار في الصف أشرار
و في جرفه المنهار يهوى عماده ـــــــ له ذالك الذنب اعتراف و إقرار
محال دوام الحال للشعب قومة ـــــــ و بعد الهدوء الحلو يأتيه إعصار
و تنمو بماء الحب من حول مسجد ـــــــ مقام على التقوى ورود و أزهار
علا الهيكل المزعوم يهوى عماده ـــــــ و لم فيه تبقى بعدها الحرب أحجار
و كانت لأهل الحكم تحمي كنائس ــــــــ لمن قبل ما للأ مر في الدهر إنكار
و من بعد تم الفصل بين سياسة ــــــــ و دين و جاءت في المواعيد أخبار
بدين الغنى الزاهي و دنيا كرامة ـــــــ برقص عصافيري تغني و أطيار
وكن في الحمى يا شعبنا الحر مثلها ـــــــ يهان عبيد ناله المجد أحرار
و وعيا أردنا أن يعود لعقلنا ـــــــ و يعلو نذير منه في الأمر إنذار
و روح أردنا أن تعود لجسمها ـــــــ لها في حياة الناس بالفعل أدوار
و في مسجد الحق المبين صلاتنا ـــــــ لتحلو و تعلو في صدى القلب أذكار
الشاعر حامد الشاعر 
لقد ركزنا على بناء البنيان و نسينا بناء الإنسان و هو أهم شيء 
و في بلادي المغرب كغيرها من البلدان العربية والإسلامية تبنى العديد من المساجد و هناك من منها يبنى لغرض و هدف تجاري و سياسي و دنيوي و سياحي أكثر من الهدف الأسمى الذي لأجله تبنى المساجد أي العبادة و التحلي بالإيمان الحقيقي و التقوى 
و التأطير و التعليم 
و أعطي مثلين بسيطين لمسجدين حسب نظري و اعتقادي تم بناءهما لهدف دنيوي و ليس ديني الأول مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء الذي بناء الملك الراحل الحسن الثاني بإكتتاب عمومي و شعبي حيث تم جمع المال من طرف رجال الدولة و السلطة بالعنوة و الإكراه في أغلب الأحيان و الجل أدى المال إما لخوف أو لمصلحة في نفسه و كثيرا ما أقرأ ىفي الجرائد و وسائل اعلإم و روابط التواصل الإجتماعي أنه يتعرض للشقوق و التصدع لأنه مقام الجزء الأكبر منه على الماء و كل مرة يتم إصلاحه و ها نحن نرى السياح يتجولون فيه و يوقعون على دفتره الذهبي 
كان الأولى بنا لما تم جمع تلك الأموال الطائلة من أجل بناء مسجد عال و كبير جدا فقط للتباهي و الرياء و السياحة أن نعبد مثلا بها الطرق التي نحن في أمس الحاجة إليها و بناء المدارس و المشافي و إقامة البنيات التحيتية و إقامة المصانع للشباب العاطل و المساجد عندنا رجالها و القائمين عليها لا ينتجون شيئا بل يستهلكون فقط لا كتب تنشر بكثرة و اختراعات و لا تثقيف و الجشع و الطمع يصيب رجال الدين ما يهمهم سوى إشباع البطون بالأكل اللذيذ و الشراب الطيب و إشباع رغباتهم الجنسية و شهواتهم و جمع المال و ركوب السيارات الفارهة والسكن في القصور 
و يوجد من رجال الدين و الفقهاء و حفظة الذكر الحكيم من يمارس الشعوذة و الدجل و السحر و منهم من هو مبتلى بأقصى أنواع الشذوذ الجنسي 
و في قريتي الجميلة الساحل نفس الأمر تكرر حيث قامت جمعية بدعوة الساكنة و المحسنين لجمع المال من أجل بناء مسجد كبير جدا و لما تم بناءه إستفاد أصحاب النفود و السياسة و المال من المحلات التجارية المتواجة به ليتضح أن الهدف الأول لبنائهم من طرفهم تجاري و سياسي حيت يكسبون الشرعية و الدعاية السياسية و الانتخابية بشكل غير مباشر عبر المسجد و جماعة الساحل رغم كونها لها موارد كبيرة جدا تم افقارها و استنزاف تلك الموارد و بعدما كانت أغنى الجماعات صارت أفقرهم و لماذا لم نبني مثلا مدرسة كبيرة بتلك الأموال لتعليم أبناءنا مجانا أو بناء مستشفى لعلاجنا أو مصنع لتشغيل شبابنا الساحلي العاطل أو بناء الطرق التي نفتقر إليها 
لقد أصبحت بعض المساجد تبث خطاب الكراهية و العنف و الحقد و الغلو أو توظف سياسيا فالأئمة يدعون بطول بقاء الحاكم الظالم و نصره و الولاء له من الخليج إلى المحيط و هناك مسجد آخر بنفس القرية فرض إمام نفسه بقوة على المصلين ليقوم بشؤون المسجد و باركت السلطة ما يجري و نهتم بمظهر المساجد و لا نهتم بجوهرها 
و الأمر مشابه تماما لما كانت تقوم به الكنائس في القرون الوسطى إلا أن تم فصل الدين عن السياسة 
فكرة بناء المساجد و دور العبادة فكرة عظيمة لكن تنزيلها على أرض الواقع في بعض الأحيان تشوبها بعض العيوب و كم من مسجد صار فقط نواة للتطرف و الإرهاب و نشر الجهل و لم يعد يأدي دوره الحقيقي في تلقين العلم الشرعي النافع و تحفيظ القرآن الكريم و تعليم اللغة العربية و قواعدها و تعليم مثلا فنون الشعر و علوم النثر 
و هناك دعاة على أبواب جهنم صاروا كثر 
و الحمد لله متدين أصوم و أقرأ القرآن تقريبا حزبين إلى عشرة يوميا و أصلي في المساجد و أحترم كل دور العبادة سواء للمسلمين أو غيرهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.