حركاتي لعمامرة
أمر بباب المقبرة قصد الدخول ولكن شيطانا ورائي يوسوس لي : إياك ان تدخل قبل إحضار الزهور من سوق الحياة...فأستمع الى وسوسته ، وتغلبني النفس والشيطان وانا امر بزقاق بن رمضان ولاتجدني إلا قد نسيت او تناسيت وعدي لساكني مقبرة البخاري فأستجيب عن طيب خاطر ولا اناقش ابدا ولا احاور وارضى بأن الزيارة مازالت مفتوحة والقبور في مكانها ثابتة ولا احد منا يعلم موعد زيارة المقر الأخير الذي سنذهب اليه طائعين غير رافضين ...
كل منا سينام في دمنته ولا احد منا يعلم اخبار الآخر ...فلا هاتفا للاتصال ولاكتبا للأستئناس ولا مذياعا ولا تلفازا ولاورق جريدة ولامجلة ولا فيسبوك ولاغيره غير رفيق واحد ...هو العمل الذي قمنا به في هذه الدنيا الدنيئة الرخيصة ،التي تكالبنا فيها على بعضنا البعض ،فهبش ونبش وغيبة ونميمة ونيل من عرض وموبقات وآفات .....اوف !!! كم هي رخيصة هذه الدنيا..؟
الزوجة تهجر زوجها من اجل دريهمات معدودة والابن يعصي اباه لأتفه الأسباب والأخ يقاطع اخاه حتى في الأعياد بل ويغذي ابناءه كراهية من اجل فتاة الأرض وحطامها: عقوق ، قطع ارحام وتشتت عائلي بسبب المال ؟! نسينا الله ونسينا رسوله وندعي حبهما ونعصيهما في نفس اللحظة وننسى ان قبرا بإنتظارنا شئنا ام ابينا ...
إيييه يادنيا ...ماارخصك وما اكبر قذارتك الملعونة ...جالت بخاطري هذه الأفكار وأنا اقف على قبر صديق عمري الذي إختطفه المنون في ريعان الشباب عبدالله الشاعر الفحل صاحب القلب الأخضر والذي لم يكن ليصدق انه سيغادر الحياة على عجل ..
وانا اقرا على شاهد قبره تلك اللافتة الرخامية وقد كتبت عليها بخط جميل : يا واقفا على قبري ادع لي بالرحمة...رحمك الله صديقي ورحمني معك ...ولكن خارج أسوار المقبرة ، لماذا هم يتكالبون من اجل وسخ الدنيا فهم يكذبون وينافقون ، يزنون ويسرقون ويقومون بكل الحماقات ولكنهم على غرابتهم يعلمون انهم الى هنا قادمون
ليتهم جاءوا اليك ياعبدالله لتخبرهم ان الحياة التي عليها يتكالبون لا تساوي شيئا
ورب الكعبة ياتاس..!!
يااهل القبور اجيبوني ...متى يجب ان نعود الى براءتنا ...ام ننتظر يوم تبعثون ...؟؟!
حركاتي لعمامرة. بسكرة 27 اوت 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق