رحو شرقي
دخلت القاعة و ستويت على أريكة ، كباقي الشخوص .
ألوانها زرقاء ، وهل وجِدَ هذا اللون ليحجب الرؤية إلى خارج المدينة
أو النور إليها ؟!...
هل اختير عمدا ؟
إشارات وحركات ، رموز كأننا خارج الصوت واللسان !...
فضاء مزدحم باستنطاق زوايا أفكارنا،يزيد الصمت مصاحبة السكون،
لا أحد يتجرأ .
أصبحنا غرباء !.. .
حينها ، أدركت أن مجاورة المجرور، يُجر حتما ، وأن الحركة دلالة
من الأصل الذي أُقْتُرِف في حق البريئة .
وهل المبني للمجهول ليس له جاني ؟... كلنا مذنبون .
قال لي صديقي : ألم تعلم أن فاصلة قتلت بريئا ؟!...
تعجبت لقوله بمحمل الجد ... وكيف ذلك ؟!...
بعدها دخل علينا ذلك الطبيب الذي يحمل حقيبته السوداء ، يخبئ فيها
تجاعيد ذاكرة .
إذا فتحها زاد الشرخ بدل الجرح،ليكسر الصمت في مدينتنا الزرقاء .
كل منا يتفقد رزمته ، حنين للمجد الضائع بين أنامل عجين الماضي .
سئل الطبيب لماذا ذكر الله في قوله مرأّت فرعون بدل زوجه بعد
بسم الله الرحمن الرحيم »وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ «
صدق الله العظيم .
وقال آخر : « بسم الله الرحمن الرحيم . لماذا ذُكر الرحمن قبل الرحيم ؟ .
ثم سؤال آخر، « وكيف تعلل كلمة ساحران في قوله تعالى »
« قَالُوا إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ »
حينها ، أضمرت في نفسي قولا أننا نحسن الإعارة من الغير بدل الاستعارة . ونضع المراهم ، وأضعنا المعاجم!...
لقد أتهمنا البريئة بالعقم ، لكننا استحيينا بذكورتنا لعيادة الطبيب المداوي .
متى نكسر الصمت بأيدينا ؟ ..
ونمتطي النجاة ، فنغادر كهوف السكون .
لنهجر لعبة الكَسْرَة ، ونرفع قبعاتنا بانحناء ، كالابن العائد لحضن أمه .
-------------
الفاصلة التي قتلت بريئا .
يحكى أن قاضي أصدر حكما ، هذا متنه.
- الحكم» البراءة لا ، الإعدام . «
- الصحيح » البراءة ، لا الإعدام . «
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق