أعلان الهيدر

الثلاثاء، 15 مايو 2018

الرئيسية المدينة الصامتة !...

المدينة الصامتة !...


رحو شرقي



دخلت القاعة و ستويت على أريكة ، كباقي الشخوص .
ألوانها زرقاء ، وهل وجِدَ هذا اللون ليحجب الرؤية إلى خارج المدينة 
أو النور إليها ؟!...
هل اختير عمدا ؟
إشارات وحركات ، رموز كأننا خارج الصوت واللسان !...
فضاء مزدحم باستنطاق زوايا أفكارنا،يزيد الصمت مصاحبة السكون،
لا أحد يتجرأ .
أصبحنا غرباء !.. . 
حينها ، أدركت أن مجاورة المجرور، يُجر حتما ، وأن الحركة دلالة 
من الأصل الذي أُقْتُرِف في حق البريئة . 
وهل المبني للمجهول ليس له جاني ؟... كلنا مذنبون . 
قال لي صديقي : ألم تعلم أن فاصلة قتلت بريئا ؟!... 
تعجبت لقوله بمحمل الجد ... وكيف ذلك ؟!... 
بعدها دخل علينا ذلك الطبيب الذي يحمل حقيبته السوداء ، يخبئ فيها 
تجاعيد ذاكرة . 
إذا فتحها زاد الشرخ بدل الجرح،ليكسر الصمت في مدينتنا الزرقاء . 
كل منا يتفقد رزمته ، حنين للمجد الضائع بين أنامل عجين الماضي . 
سئل الطبيب لماذا ذكر الله في قوله مرأّت فرعون بدل زوجه بعد 
بسم الله الرحمن الرحيم »وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ « 
صدق الله العظيم . 
وقال آخر : « بسم الله الرحمن الرحيم . لماذا ذُكر الرحمن قبل الرحيم ؟ . 
ثم سؤال آخر، « وكيف تعلل كلمة ساحران في قوله تعالى » 
« قَالُوا إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ » 
حينها ، أضمرت في نفسي قولا أننا نحسن الإعارة من الغير بدل الاستعارة . ونضع المراهم ، وأضعنا المعاجم!... 
لقد أتهمنا البريئة بالعقم ، لكننا استحيينا بذكورتنا لعيادة الطبيب المداوي . 
متى نكسر الصمت بأيدينا ؟ .. 
ونمتطي النجاة ، فنغادر كهوف السكون . 
لنهجر لعبة الكَسْرَة ، ونرفع قبعاتنا بانحناء ، كالابن العائد لحضن أمه . 

-------------
الفاصلة التي قتلت بريئا .
يحكى أن قاضي أصدر حكما ، هذا متنه.
- الحكم» البراءة لا ، الإعدام . «
- الصحيح » البراءة ، لا الإعدام . «

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.