محمود حمدون
ضغط الرجل الغامض , زراً بجوار مكتبه , وقبل أن يرفع أصبعه , دخل أحدهم يتعثر في خطواته ويعلو وجهه فزع , كعسكري يقف بين يدي قائده , تخشّب وعيناه تستطلعان الأمر .!
نفث الغامض دخان سيجاره الفاخر , مصحوبة بضجر وقال : ذلك المدعو " أحمد " قررت ومنذ اللحظة , نقله من مكانه , إلى هناك وأشار بيده بعيدا جدا.
= وماذا فعل ؟!
قال : مثله لا يجرؤ أن يفعل شيئا , فقط نما إلى علمنا أن أفكارا سوداء تموج بصدره وضلالات توطّنت بعقله , مثله أصبح خطرا على نفسه وعلى الجميع .
= هل من فرصة لتصويب أفكاره ومراجعته فيما يعتقد ؟! الحق كان مخلصا لكم طوال عمره ولعله " وبتوجس " لم يُضبط بخطأ أو جُرم يوما .!
من العبث أن تراجعني في قرار أصدرته, فحذار حتى لا تلحق بصاحبك .
= أعتذر بشدة لسوء أدبي , " وبتردد " لكن : إلى أين سيُنقل " أحمد " حتى أطبع القرار؟!
نعلم أنه يملك عشة صغيرة فوق سطح بيته الكائن بتلك المنطقة العشوائية التي تؤذي أنظارنا جيئة وذهابا , هناك سينتقل , سيقيم مع طيوره التي يقتنيها وهوايته التي يقضي فيها باقي يومه .
= عشة " الفراخ "؟! وكيف نُلزمه بالمكوث هناك ؟
ضحك الرجل الغامض برهة حتى بدت نواجذه وقال : رغم رعونة " أحمد" الفكرية إلاّ أنه أحد أبنائنا , ربيّناه كما يربي هو طيوره الداجنة , نعلم أنه سيستبدل " عشة " بأخرى , مثلكم وأشار للصغير الواقف أمامه ثم من نافذته للجماهير التي تنساب في الشوارع والميادين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق