بقلم:سعد نجاع
أسير بثيابٍ بالية على ساحل غربة مسيرته تقدر ب خمسون ألف سنة وتحت شمس حارقة طولها سبعون ذراعا...وفي يدي شجرة الخلد وعلى جانبي الطور الأيمن، أسير ببطئ وبخطى متثاقلة ،لاشيئ يسبقني إلى حتفي غير باص القرية المهترئ وورم طفولتي الخبيث ونغمة الفراق الماكرة ،ودهاليز المدينة المظلمة، فجأة أصبح العالم بأسره يسير إلى حتفه، إلى تلك الأنوثة البشعة التي تسكن قاطني هاته المعمورة ، لم يعد هناك داعٍ أن تحدِث البحر وترافق الموج فكل الشواطئ أيضا تسير إلى حتفها وإلى آخر نقطة من الأرض لتبتلعها الساحة ومعها الصعاليك والشعراء والكتاب والفنانين ،...رأيت أولئك الذين يضعون للحب أقراطا وللرجولة وشْماً وللمصير لافتات تنعت معيشتهم وتلعن رجولتهم... فتتقيح في صدري الحروف ولا تخرج إلا ليلا مستغلة نومي العميق... أنا جزء لايتجزأ من آخر السنة...وآخر السنة عندي كأولها، لأنني أنام نهارا وأستيقظ ليلا أُحدِّثُ الْبُوُم والخفافيش والصراصير الهاربة من النفايات الآدمية ،... ورأيت الوزغ لازال ينفث النار على سيدنا ابراهيم ...كل هذا رأيته في عاصفة حلمْ ...وكان حُلُمٌ عاصفة ...