أعلان الهيدر

الجمعة، 8 نوفمبر 2019

الرئيسية يستيقظ الصّبح

يستيقظ الصّبح

فضيلة معيرش



يُربِكُ صوت العتاب مشاعر التوجس في قلبها ، تمرّ الأحلام بالقرب من نافذة ليل سهرها ولا تطرقه.
تَرقبُ أمّها مليكة بعين الرجاء دون ما جدوى ، لم يحدث أنّ تراجعت عن قرار اتخذته .عبر صوت الهاتف يبث عمر سمومه ويحرضها على الانفصال ليرتبطا ، جابهت اصراره بالتجاهل قبل زواجها لم يكن يعرها اهتماما كان يدري بمشاعرها اتجاهه تحجج حين خطبت بظروف مرض والده .......
تنجب نزهة طفلها الأول تعانق به حلم الأمومة تتداخل خيوط الفرح بقلبها حين يخبرها الطبيب أن مخه لم يكتمل نموه ، تحتضنه نزهة بدموع التذمر و الخوف من أن يلحق بقية من تنجبهم بوضع أخيهم. يشتد صوت عمر بداخلها يدعوها ككلّ مرة للانفصال ، تواجه زوجها الدراحي برغبتها ، يتوسد مخدة الصمت والطيبة ، تُسْمِعُه نزهة كلاما جارحا تعحز الجبال عن تحمل وطأته، تَطَلِع والدته حميدة على الوضع الذي يتستر عنه ابنها الدراحي ، فهي من خطبت له زوجته نزهة وهي أيضا من تعيلهما من معاش زوجها المتوفي وبنت لمها بيتا مستقلا.
راحت عين أم زوجها ...ترقبها من حيث لا تدري .هناك من يوقظ لحظة السّهو النائمة عن كنتها التي اختارتها لتقاسم ابنها الوحيد أيام الشّدة والرخاء .اهتز عرش غضب أم زوجها حميدة ذات مساء وهي بجانب بيتهم العتيق المتربع بأعالي جبال قرية القطاطشة التابعة لمدينة المسيلة رأت نزهة متوارية تحادث عمر الذّي كانت تردد كل القرية أنهما سيكونان لبغض .
كتمت وجعها لأيام حتى غدا لقاؤهما حديث الكثير ، خيرتها بين نسيان أمر عمر Hو نسيان امر بيتها واعلمت أمّها التي كابرت أن تكون ابنتها نزهة ضالعة في مثل هذه الأمور .حين وقفت على تخمين ابنتها واصرارها على الانفصال استكانت للصمت . وعودتها لبيت والدها ستكون لها وحدها دون ابنها . يمرّ شهرا ليسمعوا الزغاريد
تنبعث من بيت جارهم عمر وايضا من بيت طليقها ، ويطرق بابهم ليكونوا أول المدعوين لزواج عمر من فتاة جامعية حديثة التخرج.


فضيلة معيرش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.