أعلان الهيدر

السبت، 8 يونيو 2019

عمق

إسماعيل أحمد


مفيش إنسان بل مفيش مخلوق علي وجه الأرض مش بيدور علي السعادة ، ولكن لكل منا طريقته الخاصة في البحث ، بس مهما إختلفنا في تفسيرنا للمعني دا إلا إننا متفقين في مفاهيم تانيه مؤمنين إن هي ممكن تخلق السعادة جوانا ، أو مفاهيم تانيه ممكن تنزعها من جوانا ...
مثلاً من المفاهيم دي اللامبالاة ، دا مثلاً شعور كفيل أنگ تعيش وقت مٓ أنت لاتبالي مش سعيد ، لأن السعادة إنگ تعيش يومگ وعندگ مبرر للعيْش ، وعفكرة إحنا بنعيش حياتنا بندور علي المبرر دا !
..............................................
يعني أيه المبرر ، هقولك مثال بسيط ليه كلنا بنحب يوم العيد والكل بيفرح فيه او معدل السعادة بيزيد مهما كانت الظروف ببساطه لانك بتستعد نفسيا بطريقه مباشره او غير مباشرة لليوم دا ، بتقنع نفسك انك تكون سعيد في اليوم دا ، بتكون فكرة في ذهنك أن اليوم دا هيكون سعيد ومن كُتر إيمانك بالفكرة دي بتنجح ، وبمناسبة الفكر فهو أقوي مبرر للسعادة
...............................................

ببساطة السعادة أصعب من إن نحصرها في قاعدة دي مهما كانت القاعدة شامله ، السعادة دا سر الحياة وإكسيرها ، السعادة دا عُملة المشاعر فلوس المشاعر يعني ، غاية الغايات ونهاية كل حاجة وبدايتها ، السعادة أوكسجين الروح ، اللي لما بيروح منها بتموت ، دا ماء الروح اللي لما بيغيب عنها الروح بتدبل ...
السعادة مش تفصيله ولا كلمة وحبة حروف ، اسأل أسعد واحد في الدنيا لو نفترض إنكم عرفتم توصلوا له واسألوه يعني أيه سعادة ؟
بلاش ، يا سيدي اسأل شخص عادي جنبگ أن حاسه أسعد منگ وقول له يعني أيه السعادة؟
الكل هيكون إجابته واحدة مش عارف !
........................................................
أكيد يعني أنا مش أبو العُرّيف اللي هقولگ عارف دونًا عن الناس كلها ولكن ...
أحنا نقدر نقرب المفاهيم ممكن نعيش حياتنا كلها ومنعرفش نفسر المعني الضخم دا بس ممكن نتعرف علي مدلولات لها ، عن معاني تانيه نقدر نوصل بيها للسعادة ...
السعادة دي تحسها كهف في جبل بعيد ، الكل عايز يوصل الكهف دا لأنه جواه السعادة وهو فعلا كذلگ ، لكن مشكلته أنه اللي بيوصل له مش بنشوفه تاني فمش بنعرف منه أيه السعادة اللي لاقها في الكهف دا !
بس أحنا أكيد ممكن نعرف هو الشخص اللي قدر يتوصل للكهف دا هو عمل أيه عشان يوصل له ، هي دي مدلولات السعادة اللي كنت أقصدها ، مش مهم نعرف أيه المعني الحقيق للسعادة إظهار إن رب العزة قدّر للمعني دا أنه مفيش قلم هيضع له تعريف ، ولا حكيم هيوصف لنا معناه ، لكن لا بأس فالغاية السعادة ومدلولاتها هي السبيل لتلك الغايه !
.....................................................
السعادة فيه طرق كتير تقدر توصلنا ليها ، السعادة مش أنك تعيش فرحان ولا حزين ، ولا متفاءل ولا محبط ، ولا عاقل ولا مجنون ، ولا ندمان ولافخور ....
السعادة كل المعاني دي لو عشتها صح ، ووظفت كل شعور في مكانه ووقته ، وم اتكلفتش وأووفرت في إحساسه أو هربت منه ومعشتوش ...
السعادة بإختصار هي دافع الحياة جواگ لاء كمان السعادة دا معني أكبر من الحياة لأنه ببساطه أحياناً بيكون الموت سعادة ، بل أحياناً البعض بيتمني السعادة في صورة أنه يتمني يموت وقت م ييأس من أنه يلقي السعادة في الحياة!
................................................
خلاص خلونا نرجع للعبتنا لعبة السعادة فاكرينها ، لعبة المبرر فاكرينها بس المرة دي مش هنقول إن السعادة في إنك تجد مبرر قوي للحياة ، لاء السعادة إنك تلقي مبرر قوي للحياة وللموت ، وهيفضل شرط اللعبة جواها هو إن قوة المبرر هي اللي هتخلق عمق السعادة جواگ ...
وأخيراً ، أحب أقول لگ إن بعد الرحلة اللي سلكناها أنا وأنت ٙ أحنا لسه موصلناش لمعني للسعادة بس عالأقل أحنا قدرنا نفهم مفاهيم كتيرة تقدر توصلنا للسعادة ، مطبلتش تبحث عن المعني ويمكن يكون البحث نفسه هو المبرر القوي اللي هيخليگ تكون سعيد!
تمت بحمد لله...


#سـoـاعين !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.