أعلان الهيدر

السبت، 25 مايو 2019

الرئيسية وسولتْ لكِ نفسك (رسالة خيالية)

وسولتْ لكِ نفسك (رسالة خيالية)


بقلم: إكرام عثمان



أخبريني عن شعوركِ يوم أن منعتِ أمّي من الحضور لحفل زفاف أخيها... يوم أن اصطنعتِ كذبة تقول إنّ أمّي يتعذّر عليها الحضور بسبب حملها، وبأنّها في مرحلة خطيرة تعذّرَ عليها المجيء... لكن ربّما كنت محقّة أمّي، كانت تحمل جنينين، وحدي أنا من توصّلت إلى رؤيتهما. قد تظنّين أنّنا خبّأنا عنكِ هذا الخبر، وقد يتبادر لك أيضاً أنّني أقصد جهاز الكشف عن جنس المولود... لا أبداً... أمّي كانت تكتنز داخلها آهات وندبات وصفعات بعدد الأشهر، منذ وفاة أبيها ومحاولتك في أن تجعلي إخوتك أجهزة تحكّم تتصرّفين بهم وقتَما تشائين، وكيفما تشائين...
أنا لا أنسى أنّكِ كنتِ السبب في تدهور علاقتي مع زوجة خالي، التي أخبرتِها أنّني قلت فيها كلاماً لم أتفوّه به، ولم أنسَ أيضاً أنّكِ منعتِ خالي من زيارة خالته، أذكّرك أنّكِ اختلقتِ أعذارا وهميّة لا أساس لها من الصحّة... لقد قلتِ له عن جدتي رحمها الله كلاماً لم تقله... اخبرتِهِ أنّ جدّتي أوصتك قبل وفاتها بقطع الصلة مع أختها؛ أتظنّينني بلهاء حتّى أصدق هذا التصرّف الذي يشبه نهايات الأفلام التافهة؟...
إنّكِ تسبحين في ظلام دامس، صدّقيني ظلام لا نور بائناً في طريقه... متى ستكفّين عن هذه الجرائم التي تفتعلينها في حقّ دم الإخوة الذي لم يُسَحْ و لم يَسِلْ، بل تكوّن وتكوّر قطعاً سوداء جعلتنا نكره بعضنا بعضاً بسبب سيناريوات من نسج خيالك المريض وعقلك الصغير الذي لا يقدر على قبول نجاح فرد من أفراد عائلة إخوتك...
آه! تذكّرتُ يومَ أن نجحتُ في البكالوريا بمعدّل متوسّط، فاتّصلتْ بكِ أمّي لتخبركِ، فقلتِ لها بالحرف الواحد: بهذا المعدل قولي لها تروح تبيع البطاطا.... مر زمن كبير لم أرَكِ، لا أعلم إذا وصلتكِ نجاحاتي أم لم تصلكِ... صاحبة الرسالة أصبحت طبيبة خاصّة في مستشفى "عين النعجة" القريب من بيتكِ؛ أعلم أنّكِ في هذه اللحظة تختلسين إليَّ النظر... وتعضين يديكِ بكلِ ما أتاكِ الله من قوّة لأنّ حلمك العتيق تحقّقه عدوّة ابنة عدوة ... لا تضطربي، لا تتشتّتي، الموقف لا يستدعي كلّ هذا... كلّ ما في الأمر أنّ أحلامكِ التي أدرتِ وجهكِ عنها بعد سنة من زواجك أكملها عنكِ، علاوة على ذلك الطبّ لمن يستحقه... الطبّ للشرفاء النزهاء، وليس لواحدة تجمّدت عواطفها وأصبحت كمجرّد آلة تدور تؤذي وتقتل... لماذا امتعض وجهكِ؟... ألم تكوني أنتِ السبب في إعاقة أسامة؟... حسناً، حتّى طلاق أخيكِ أليس لكِ يد فيه؟... وفشل أحمد، وفسخ خطوبة أمينة...
إنّني أطلق بسمات ساخرة ورثاءً وإشفاقاً على الحال التي وصلت إليها؛ ربّما كانت هذه كُليمات غمغمتك بها، لكن ما في جدران القلب أكبر ممّا أخطّه، لأنّني لا أريد أن أقسو عليك أكثر...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.