أعلان الهيدر

الخميس، 25 أبريل 2019

الرئيسية مقتطف من روايتي ...الحب القذر

مقتطف من روايتي ...الحب القذر

مختار سعيدي



و إن فعلت هي لن أغفرها لها، سأكون قاسيا معها..يجب أن أفعل أي شيئ لأصرفها عنه، كم هي ساذجة، انقادت له كما ينقاد الكلب لصاحبه لم أكن أتخيل أبدا أنها تافهة إلى هذا الحد، غاوية تراقصه بأبخس الكلمات الرنانة ، حب قذر كهذا يجب أن يموت... حين كان يتكلم كانت هي واقفة وراءه، لما التفت وجدها تنظر إليه و كأنها استيقظت على طارق، احمر وجهه، وحاول أن يخفي ارتباكه خلف ابتسامة تداركته متأخرة، ظهر جفاف على شفتيه واغرورقت عيناه، و خنقته الكلمات، ينتظر أن تحضنه كعادتها لما تراه متضايقا أو حزينا، لكنها في هذه المرة لم تفعل، و قبل أن يحضنها هو رسمت علامات الخيبة على وجهها و انصرفت، أراد أن يتبعها، ناداها في سره، وضع أصابعه على فمه، ثم أسدل يده، مشلولا ينظر إليها وهي تبتعد، ذهبت دون أن تقول شيئا... حينها كانت هي تبتسم، أسرعت إلى غرفتها أغلقت الباب، مسرورة ترقص على إيقاع دندنتها و تتمايل طربا، تأكدت أخيرا من مقولتها أن أي كاتب محكوم عليه بالفشل إذا لم يعشق امرأة يعرف كيف يروضها في النص كما يروضها خارج النص، فما أجملك يا حواء بكيدك و دهائك، لا رائعة بدونك، هو كون الحكايا هكذا خلق، حتى الأنبياء و الرسل تنبؤوا في ظل ابتسامة امرأة، عادت إلى سريرها و قد عقلت الحلم في حدث مهد المسار بنفس جديد، يداعب النوم جفونها، ومن لمسات أناملها الحالمة انتشى جسدها الغض، وديعة كالقطة اللطيفة ، استرخت وغرقت في سبات عميق، في داخلها لا يزال العنفوان يذب يتوجه الشموخ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.