أعلان الهيدر

الجمعة، 21 ديسمبر 2018

الرئيسية هجرة الدوق

هجرة الدوق



أنور زير


هكذا يعبث الليل على حصيرته السوداء المعتادة متسللا
وراء مرآة ألا بعد مصيرها
مبيضة المنظر رسمها
معتصم الصمت رياحها
ليحط رحاله في قصر الدوق المنعزل
المتبرئ من أطياف الزمان الراقصة
ينكر الغصن المتعطش لجدائل الهوى زلالا

هذا الدوق يعتزل الحياة في لحظة
ليرتقي إلى حضن القمر متربعا شرذمة النجوم الناعسة
يلج عبابه الفضي على عينيه مرتوية الزمان
ينتشي من جماله ذكرى
قلب أحمر على باب مشاعره العتيدة
بعد أن كلت أفواه الغبار المتكالبة قضمه
حتى يذبل لونه بعد لون
ينقسم النبض فيضعف صوته
حتى أوتار الحنين التي كانت تزين كف الدوق قد غمرت
بدماء النكران القانية
لا حب. لا اقتراب.
عذاب في صورة دخان يتذيل عنفوانه
تارة يصل قمة جنونه
فيشق بدويه خيوط الصباح الشامخ
وتارة يتملص الطير من جحره
متجاهل المكان والزمان
يرتحل تحت أنفاس النسيان الباردة
بلا رأس. بلا ريش.
يترك أجنحته مغروسة في عيون الوقت الجامح
ويبقى الدوق حبيس قصره المهجور
يترنم بشراب النسيان المسكر
يتحدى الهدوء فيسقطه
حتى مشبك أوتار العود قد تفرق
في سماء الحب المرتحل صباحه
بعيون الأمل المحمرة وردا.
ربما يلبس شمسا.
ربما يتعلق قلبه بعروة الحنين النحيفة.
فيأتي على شرف ذكراه صبيا
مبتسم الثغر. بريء الإحساس المتوهج.
يهيم موكب عرسه على مركب العشق المتجدد
يملأ صدر الورق الأزرق
بحروف ذالك الشاعر المترقب
لقصيدة تضمد فرائس العمر المنفلتة.


''أنور زير''َ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.