أعلان الهيدر

الاثنين، 31 ديسمبر 2018

الرئيسية أشكال التّصرف في الزمن القصصيّ في قصة 'سقط سهوا من الذاكرة' للكاتبة هدى حجاجي

أشكال التّصرف في الزمن القصصيّ في قصة 'سقط سهوا من الذاكرة' للكاتبة هدى حجاجي


فتحي حمزاوي


-1- في دلالة العنوان على ملامح الزمن القصصيّ

ورد العنوان ''سقط سهوا من الذاكرة''في شكل نواة إسنادية فعلية ينتسب فيها الحكي إلى المؤلف السارد وتحمل في متنها إحالات ضمنية وصريحة على الزمن القصصيّ الذي يحمل بدوره برنامج التّصرف في الزمن لمّا ننتقل إلى أجداث الحكاية.

ولو نزّلنا العنوان في سياق مصطلحيْ السّوابق واللّواحق لأمكن منذ البداية وسم السّرد في هذه القصة بطابع ''اللاحقة''.فإذا كانت اللّاحقة عملية سردية تتمثل في إيراد حدث سابق للنقطة التي بلغها السرد كما يقول كل من سمير المرزوقي وجميل شاكر في كتابيهما المشترك ''مدخل إلى نظرية القصة'' فإنّ كلمة الذاكرة التي تنتصب بؤرة العنوان مؤدية بوضوح إلى روح الاستذكار الذي يمثل تمثيلا واضحا وضعية ''اللواحق''لأنّه في أبسط تعريفه هو ارتداد إلى ما تجاوزه القص واسترجاعه لتقديم معلومات عن ماضي عنصر من عناصر الحكاية.

وبالنظر إلى منزلة السارد في الأحداث وفق المؤشّرات الأولى التي يبشّر بها العنوان فإن السارد يشغل طرفا في مجريات الأحداث مشاركا فيها دون أن يختص بدور البطولة وقد وجّهنا إلى هذه الملاحظة البحثُ في نوعية اللواحق. فتبين أن اللّاحقة التي يوحي بها العنوان هي من نوع اللواحق الذاتية مادام السارد يروي أو سيروي أفكارا وأحوالا تتعلق به وبالشخصية التي أوحى بها العنوان وستنمو مع تطور الأحداث في المتن المسرود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.