أعلان الهيدر

الأحد، 4 نوفمبر 2018

الرئيسية تحركات قلم

تحركات قلم



أنور زير



على اعتيادية النفق المخلد
يرتمي القلم بين أنامل البوح المطوق
بدلال الخيال المنتشي
يترنح بين زفرات هذا الليل البارد
فيصنع تغردات حرف
مسك الليل المتلاشي
بين إكسير الحياة المنقطع
وعلى السمر المزمن
يقفز النبض على الرقعة البيضاء
يحبك رقصة النحل المتعطش
لرحيق الاعتراف العذب
تتقارب الأحاسيس في لحظة
تخال طيرا بجناحي الحنين المذعن
لتحليق الشقي في سماء الأحلام الراكدة
يصير في موضع النجم ليتحرك
فيعانق القمر غيابه المفاجئ
وتظل عنكبوت الزمان المتوحشة
لا تمل لعق سواعد الطموح الثائرة
وأنا على صهوة الشعور أتلهى
بربانية النظم على عرش الصمت المرصع
مقائي الوقت ترصد خطواتي
في غابة الحنين الدولابية
لا رجوع ولا تقدم
جوها الأرجواني يسحر قلبي المتندي
فأسمع على الأصداف لحنا
أطياف التمني تتضارب
براءتها اللا متناهية تضج الأفق هناك
وأنا ألقي بقميص يوسف على وجه البصر المغمور
بين أحشاء القدر المتشابكة
أتعاطى جرعات التأمل في هدوء
فأصير ربانا أقفز من السفينة
لتلتهمني مياه الشذو الرمادية
تارك زورق الشعر يرصو على يابسة الخريف المنقضي
وأحيانا
أتنكر في زي ذاك الأعمى
الذي يجابه جبين هذا الزمن المعتصم
يسرق من تجعداته نطحة
تفتح عينيه الحالكتين
فينتقم من صدماته المضطربة بين جدرانه القاسية
وأحيانا
أصير شاعر
فأنثر كل سهل وبيداء أمر بها وردا
فتزهر
مزن أغصان تلقيها قلوب الوجود
من غثيان البوح اللا مستقر
لا ضوء ولا ألوان
صدق يتغمده قلم منبثق
حبره حياة وراء حياة
ذوقها شهد عسل
يزيدها تزين
طرز الضاد المنثور
لترفع قلم المبصر
فيحتل قلم الأعمى طاولة الشك المستديرة
استعرض فيها هدية ما تبقى
من فناجين القدر المنسكب
وعلى كتفي الشجاعة المتفتقة
أتسلق برج الحظ
أترك عند بابه رسالة
بخط البصير الذي يرى نفسه في مرآة الحياة...


''أنور زير''

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.