أنور زير
على اعتيادية النفق المخلد
يرتمي القلم بين أنامل البوح المطوق
بدلال الخيال المنتشي
يترنح بين زفرات هذا الليل البارد
فيصنع تغردات حرف
مسك الليل المتلاشي
بين إكسير الحياة المنقطع
وعلى السمر المزمن
يقفز النبض على الرقعة البيضاء
يحبك رقصة النحل المتعطش
لرحيق الاعتراف العذب
تتقارب الأحاسيس في لحظة
تخال طيرا بجناحي الحنين المذعن
لتحليق الشقي في سماء الأحلام الراكدة
يصير في موضع النجم ليتحرك
فيعانق القمر غيابه المفاجئ
وتظل عنكبوت الزمان المتوحشة
لا تمل لعق سواعد الطموح الثائرة
وأنا على صهوة الشعور أتلهى
بربانية النظم على عرش الصمت المرصع
مقائي الوقت ترصد خطواتي
في غابة الحنين الدولابية
لا رجوع ولا تقدم
جوها الأرجواني يسحر قلبي المتندي
فأسمع على الأصداف لحنا
أطياف التمني تتضارب
براءتها اللا متناهية تضج الأفق هناك
وأنا ألقي بقميص يوسف على وجه البصر المغمور
بين أحشاء القدر المتشابكة
أتعاطى جرعات التأمل في هدوء
فأصير ربانا أقفز من السفينة
لتلتهمني مياه الشذو الرمادية
تارك زورق الشعر يرصو على يابسة الخريف المنقضي
وأحيانا
أتنكر في زي ذاك الأعمى
الذي يجابه جبين هذا الزمن المعتصم
يسرق من تجعداته نطحة
تفتح عينيه الحالكتين
فينتقم من صدماته المضطربة بين جدرانه القاسية
وأحيانا
أصير شاعر
فأنثر كل سهل وبيداء أمر بها وردا
فتزهر
مزن أغصان تلقيها قلوب الوجود
من غثيان البوح اللا مستقر
لا ضوء ولا ألوان
صدق يتغمده قلم منبثق
حبره حياة وراء حياة
ذوقها شهد عسل
يزيدها تزين
طرز الضاد المنثور
لترفع قلم المبصر
فيحتل قلم الأعمى طاولة الشك المستديرة
استعرض فيها هدية ما تبقى
من فناجين القدر المنسكب
وعلى كتفي الشجاعة المتفتقة
أتسلق برج الحظ
أترك عند بابه رسالة
بخط البصير الذي يرى نفسه في مرآة الحياة...
''أنور زير''
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق