أعلان الهيدر

السبت، 20 أكتوبر 2018

الرئيسية قصة : شجرة الخروب

قصة : شجرة الخروب




وحيدة رجيمي ( ميرا )

الكاتبة وحيدة رجيمي(ميرا)
في كل يوم أتذكرك يا زينب .. 
صديقتي و أخيتي ... 
ابنة شاطئ الخروبة... 
وأنا أمر على شجر الخروب المقابل لعمادة كلية الطب.. اليوم أطلت التفكير فيك...
والحت عليَ سين الاستفهام و الحيرة.... 
كم من مرة وانا ازور شاطئ الخروبة... لكن لم انتبه إذا كان اسما على مسمى... 
قلت سأسال زينوبة حين التقيها. افكر فيك وأنا احذق في خروبتنا الباسقة.
الخرّوب من الأشجار الدائمة الخضرة، ثمارها على شكل قرون ذات لون بنيّ أو أحمر داكن، شكل الثمار مستطيل ذو انحناء طفيف أو مستقيم أو ملتفّة قليلاً، تعيش في معظم مناطق الوطن العربيّ من المشرق إلى المغرب..ً...
هذه الشجرة تتزين بها كليتنا .... ثمارها متساقطة ولا أحد يكترث.... 
الصورة لنهار اليوم بعدستي.. 
التقطتها تحت عين الحارس المستغربة .... 
دخل المدرج لتفقده بعد خروج الطلبة... 
كنت سالتقط صورا أخرى وبعض الثمار .... وعندما انتبهت للحارس خلف الباب الزجاجي ربما كان يراقب المدام وحيدة ...
ههههه... 
الغريبة الأطوار.... قلت في نفسي... سأزيد من حيرته... كيد النساء كيدين.... اعدت آلة التصوير الى حقيبة اليد... مشيت خطوات.... توقفت.... اعدت إخراج الآلة.... نظرت فيها باستغراب.... نظرت للشجرة... حركت رأسي... ثم ذهبت ..وتركت- الدكتور الحارس - يحضر تشخيص حالة مدام وحيدة.... غدا الخبر اليقين.
وصلت إلى منزلي. أخيرا.. 
كان الازدحام المروري سيد الموقف .. و الطاكسي عملة نادرة .. كل التي مرت ما كانت شاغرة ... مرت الدقائق متسارعة .. 
واخيرا طاكسي دون ركاب ... 
كان السائق شابا في مقتبل العمر .. 
اشرت له بالتوقف .. قال إشارة لا.. 
ومر .. 
ثم ... 
توقف على بعد أمتار من الكلية .. 
لحقت به.,,, 
قلت : راك فارغ علاش ما تدينيش؟
راني زارب يا الحاجة.. لازم نجيب الفيونسي تاعي تخدم في كلينيك الفرابي..
مالا ڨلت الفرابي ... وفتحت الباب وركبت..
راني في طريقك..لورنجري..ايا سي بون...لوز... 
قلت له : تعرف تعرف الخروب؟ .. 
قال : خليقة ولا صنيعة.. 
قلت له : يعطيك عصيدة..
نحبها قال تطيبها جداتي..
و الروينة تعرفها... 
حجاية هاذي ثاني ؟ 
أيه حجاية... الخروب خليقة و الروينة صنيعة.. 
حبس هنا راني وصلت .. باي الحاجة..في لمان سلملي على الفيونسي.,,
دخلت البيت والحمد لله ورحت اتفقد ما سببته الأمطار الغزيرة والسيول..
تسرب الماء في كل مكان..
غضب على قهر.. 
رميت بالحذاء من رجلي حتى إرتطم بباب غرفة النوم .. 
تذكرت فيضانات تونس وتبسة في الأيام القليلة الماضية.. 
استغفرت ربي... 
ورحت اعيد الحال إلى ماكان عليه,, 
ابنتي لم تعد بعد مازالت بالجامعة..
عند وصولها كان العشاء فوق النار,,, 
شربة عدس,, 
جلبت لينة معها الخبز ..قلت عملت مليح حتى انا جد منهكة ولا أستطيع الخبيز.ساحضر السلطة قالت واكمل اللازم
. استلقيت طلبا لشيء من الراحة وهنا تذكرت السائق كنت قد قلت له تعرف 
La caroube ..les caroubiers ? 
قال كيفاش مانعرفش راني ولد بلاد .. 
واش معناها قلت البحر و السبيطار...يا وخدي قلت..عدت الى بيتي على صوت لينة ...
هيا ماماتي ....... راني وجدت كلش ,,, 
في المساء دخلت صفحة التواصل الاجتماعي فوجدت زينب قد ردت عن استفساري فعلا وحيدتي..
هو شاطيء اسم على مسمى..#الخروبة#فهي الشجرة الوحيدة به.. 
لكنها لا تثمر أبدا..و لا تفقد لونها على مدار السنة..سبحان الله.. .......
في الصباح... 
استيقظت وكانت عقارب الساعة تشير إلى السادسة و خمسة وعشرين دقيقة فوتنا ميقات صلاة الفجر.. 
الحرارة مرتفعة رغم وابل الأمس جمعت شعري بشريط مطاطي.. نبهتني المرآة الى حمرة في عيني اليسرى..
من أمامها صحت لينة..راح الحال... 
نقرا على لحداش .. 
مع الاسف مع الندم.. 
ماراح الحال غير علي.. 
بكل رشاقة غير معهودة.. 
اغتسلت... صليت.... افطرت..لبست وخرجت والى الكلية وصلت.. 
دخلت.. لازال الطلبة يتوافدون واكثرهم محمل بحقيبة سفر.. 
اكيد للعودة للديار في عطلة نهاية الأسبوع.... 
التقيت صديقتي مهندسة مخبرية بقسم الصيدلة في المدخل الجانبي للقسم القريب من شجر الخروب لاباس ... لاباس ... الحمد لله ... في لمان ... 
رأيت الحارس الدكتور .. بكل براءة أمسكت صديقتي وصوب الخروبة .. 
شرحت لها حكايتي .. 
ابتسمت وراحت تقلب اوراق الشجرة... 
اخذت عينة ووضعتها بحقيبة اليد.. وافترقنا...
اكملت السيناريو.. صاحت.. شوية وارواحي للمخبر.. 
دخلت المصلحة التي أُدير .. لاحظت غياب السكرتيرة... 
قامت معاونتي بتشغيل المكيف ...
وبدأ العمل.. مر قرابة الثلاث ساعات.. 
سمعت صوت المكلف بفرق الأمن الوقاية و النظافة يحدث أحدهم في الرواق.. 
ثم دخل المصلحة وسأل اذا مرت عاملة النظافة.. 
قلت: نعم.. 
ثم سألته ببراءة ما المستجد في الكلية .. وفي القطب الجامعي البوني .. وفي الحي ..
هو جاري ايضا..
قال مبتسما : لا جديد.. 
اكيد قلت.. 
قال : فقط هناك حارس استغرب وقوفك أمام الشجرة وكلامك معها...
فقلت له : ما كاين والو راها باش تكتب في الجورنال.. 
راه زاد قالي اليوم زادت هدرت مع الجنيورة تاع الأعشاب...
ڨالتلها ارواحي لابو .. مانعرف واش رايحين يديروا .. 
ضحكت كثيرا وكثيرا قلت سنحضر من الأعشاب وزيت الخروب مرهما مضادا لسوء الظن والقضاء على وباء الاحكام المسبقة... 
تيقن لي .. اننا نحتاج الى لجم السنة .. وطمس الفضول .. لعل سوء الظن يزول من حياتنا.

#وحيد_رجيمي( ميرا)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.