أعلان الهيدر

الأربعاء، 8 أغسطس 2018

" خرقة بالية "




محمود حمدون
صاح بزوجته , أحكمي إغلاق الباب الحديدي الخارجي, ثم كرر تنبيهه مرة ثانية بصوت أعلى ..
= لم نعتد غلق هذا الباب مذ مجيئنا هنا! , المكان آمن , الجيران طيبون , و قبل أن تسترسل , حدّجها بنظرة نارية فجفلت ملتحفة بصمت حتى حين .
أتبعها بعينيه حتى توارت , ثم حدّث نفسه : أنا شخص طيب , هكذا يصفني الناس من حولي , أسير جوار الحائط , أحياناً أخرى أودّ لو اخترقت الحائط بحثاً عن أمان أكبر , لكن .! 
ما حدث البارحة لا يفارق ذاكرتي , يطل من رأسي , أراه بكل زاوية , أشعر به كدبيب نمل ..
نعم , رقع شديد على الباب الخشبي , خلت القادم من قسوة طرقه سوف يحطمه , أسرعت بجلباب البيت , فالهندام , التأنق مع الغرباء أو الخارج , بينما في بيتي أكون على راحتي دون قيد , انطلقت لفتح الباب وحنق يسيطر عليّ من هذا السمج القادم بغلظة لا تليق بالمكان .
تسمّرت قدماي , شخص بصري , زمرة من عسكر , يتقدمهم ضابط , على وجوههم قترة , يرسلون من أعينهم شواظ من نار لفحت وجهي ..
خير ؟
تعلم أن قدومنا إليك هكذا لا يحمل خيراً أبداً , ما لم تكن كلمتك هذه سخرية منّا؟!
معاذ الله , هي كلمة نبدأ بها الحديث مع الزائرين ..
لا تثرثر كثيراً , هيّا معنا .
= إلى أين ؟
إلى هناك حيث ستعرف كل شيء , أخبر أهلك أن بينك وبين عودتك أجلاً لا يعلمه أحد .
= أغيّر ملابسي , فمكانتي, سنّي لا يسمحان بخروجي معكم بهذا الشكل.
الضابط بغلظة : ستأتي هكذا , امتدت أذرع من كل جانب فانتزعتني من وجودي .. لأصحو فزعاً , قد تمزّق الجلباب فأضحى خرقة بالية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.