أعلان الهيدر

الأحد، 1 يوليو 2018

الرئيسية كأمواج ثائرة في محيط الأمل

كأمواج ثائرة في محيط الأمل




سعاد إلزامك

منذ نعومة أظفارها رأته في كل ما يحيط بها ، و قد تجلى لها المُنتهى في السماء فظلت عيناها تتطلعان كنجمتين تبحث عنه ، ترسم فاهاً مبتسماً بين وجنتين خضبتهما حُمرة الحياء . داعبتها أفكارها كثيراً محاولة إغواءها للوصول إلى مًبتغاها ، تعددت الوسائل و السبل في خريطة رسمتها على منحنى عمرها .
نظرت إلى السماء راجية أن تُلهمها اليقين ، شاهدت نجمتها المفضلة لمحات الحيرة و التساؤلات في مقلتيها ، فتبسمت لها باعثة شيئاً من الاطمئنان في نفسها . جدلت من ضياء نجمتها حبلاً طويلاً ، عندما بدأت في التسلق خبأ وميض النجمة ، و ذاب حبلها ، نامت الصغيرة في مهدها دون أن تشعر بالاستياء منتظرة إقبال ليل جديد كي تُجدد محاولاتها .
في المساء التالي رأت القمر في تمام جماله ، ناجته بتراتيل مرحها المعهود حتى روضته ، تبسم ثم مهد لها بساطاً من ضوئه مزركشاً بخيوط فضية متلألئة . نظرت إليه شاكرة ثم بدأت في الحبو على البساط بتمهل و روية حتى وصلت إلى منتصف المسافة بين مهدها و حبيبها ، لكن غافلتها السُحب ، غيمت على القمر ، جذبت البساط من أسفل قدميها . 
بكت الصغيرة فزعة من السقوط و تحطم آمالها ، لكن هدهدتها الأمنيات على أرجوحة التفاؤل فهدأ روعها ، و امتثلت لدندنة نوم هادئ . قررت ألا تنتظر المساء و أن تجدد محاولاتها في الصباح التالي ، سمعت همهمة قادمة من الأفق تنادي باسمها فيممت وجهها نحوها ، وجدت الشمس مزدهرة في ثوبها الذهبي الألق . لبت نداء الشمس التي توجتها بإكليل من دفئها ، و ألبستها جناحين من وهجها المشتعل كي ترتقي إلى السماء للبحث عن مُبتغاها . فرحت الصغيرة بإرتقائها نحو السماء ، لكن نادراً ما تجيء الأقدار بما تشتهي النفس ، فقد قدمت غيامات كبيرة أظلمت السماء التي رعدت فزعاً ، هطل المطر فخبأ بريق تاج الصغيرة ، و أطفأ وهج الجناحين .
أصرت على الوصول لهدفها و المثابرة مهما كلفها الأمر ، فغرست بذرة صغيرة للخير في دنياها ، كانت ترويها بدموعها المنهمرة اشتياقاً ، كلما نما غرسها تشعر بسعادة تغمرها كأمواج ثائرة في محيط الأمل ، فقريباً ستلج إلى محرابه . عندما دنت الأفرع من السماء على استحياء ، حاولت الصغيرة تسلق فرعٍ تلو الآخر لكنها لم تفلح في محاولتها . عادت الصغيرة مرة أخرى إلى الأرض ، في تلك المرة تيقنت بأن عليها اللجوء إلى من يستطيع مساعدتها . استمعت إليه و هو يقرأ بصوت ملؤه الخشوع و الحب .. ( يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا فإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُهَا ) .. و أخيراً وصلت لمبتغاها .

إحدى قصص مجموعتي القصصية ( قرار أخير لأسوار العناد )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.