أعلان الهيدر

الأربعاء، 9 مايو 2018

الرئيسية قراءة أقدمها للأستاذ رحو شرقي عن ثلاثيته ....

قراءة أقدمها للأستاذ رحو شرقي عن ثلاثيته ....

         
          حنان بدران
عزيزتي الغالية ...
لقد كتب الله لنا بشائر النصر ، بالصبر والانتظار ...

وعدنا إلى الديار ، لم أجد مزهرية ولا لون الأزهار الوردية ولا عنوانا إلا الخراب والدمار... و الصبي الباكي والآثر الشاكي ...
وأنا في طريقي عثرت على وثائق سرية ضاعت من يد العدو الهنجعية 
إن الحرب لن تتوقف ...
اليوم بندقية ومدافع وغدا بوكالة الفكر الشائع الضائع ... 
وفي آخر المنشور توقيع تحاذيه العبارة التالية :
" لقد أخرجتمونا بالقوة ، لكننا سنعود ؟؟!! "
فأظفت توقيعي بالجملة الأخيرة :
بسم الله الرحمان الرحيم "وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا "
وحمدا لله وجدت العزيزة الغالية تُـقــبِـل أثرنا ...
هي الوطن المنخور والمخلص المنحور ، بالفتن والمحن ...
هي الأم والأمة ، التي تعيش في ليلة مفحمة ونهار تحجبه غيمة ...
هي السيدة الفاضلة ، التي تنتظر الشهيد ، سيبقى حيا ما حيينا وعمره مديد ...
هي الأرض ، التي وطأتها جحافل المكر والغدر ولن تنال منا الهزيمة ...
لا تحزني سنغرس فسائل الحب والسلام ...
الربيع الزاهر في هذا العام ...
بأغصان النخيل الشامخة ، على رؤوسها تيجان الشهداء وسواعد الفتيان ..
التي أنجبتها أرض العروبة العذراء ....
الأرض أرضنا ...
والزرع زرعنا ...
والحرف حرفنا ...
والماء ماؤنا....
والذكريات لنا ...
والمستقبل لنا ..
ولنا هو لنا ....
يعيش الوطن وتحيا الأمة ..

عن نزيف قلمي رحو شرقي
________________________
من نص صاغه الكاتب لنا هنا بطريقة جميلة ، كانت عذابات الإنسانية تستيقظ داخلي ، لتسكننا في حاضرها المؤلم ، ويصور رحم الحقيقة الموجعة بالتقاطته ، فكان وكأنه يرسم العالم لنا الضاج بالانتصارات بمكان ما والسقطات الإنسانية فينا في آن واحد ، لندرك أن أكثر المحنطين فينا وبيننا هم الذين لا يعون واقعنا ونحس بهم عاجزين،عن ملاحقة واقع العصر فتشعر أنهم خرجوا للتو من براد التاريخ ؟!! 
هاهو الكاتب يلبس التقمص ليدخل الواقع في منطقتنا التي آمن بها عدد من الفنانين الغربيين أمثال والت ويتمان،تحقق شهوة الإنسان إلى الاستمرار وإلى تخطي الموت بصورة أكثر وعيا وذكاء وإنسانية من الخلود على الطريقة الأمريكية في البرادات . ومن عمق الحكاية يبحر فينا في لحظات نادرة دامعة وبلغة سردية شعرية جميلة جدا وممتعة لدرجة لا تستطيع أن تأخذ نفسا وتشدك لتكمل في الإبحار بالداخل ذاته ،بعيدا عن التخدير إطارات ليضعنا أمام مشهدية موجعة،وكأنه يضعك أمام حقيقة مروعة وجود الإنسان وعلاقته بالكون . 
فكان كاتبا يحترف المهنة في هذه الرحلة . فهو يدرك بحسه أن يقول الأشياء التي لا تقال علنا .
ولا يملك إلا أن يركض في كهوف الحقيقة الموجعة فينا وينبش الجمر بأصابعه العارية وتقديمها إلى الناس بأي ثمن،فكان الطبيب والمريض على حد سواء. 
إن القتل العمد في الحرب عندما يصبح وسيلة الأحياء الذين زجوا بأنفسهم فيه لعلهم يدركون مغامرة المخاطرة ،لتكتشف أن الحدود الآمنه أسطورة والقتل دفاعا عن النفس البشرية لا يشفع له فيها إذا كان أخذ إبنه الصغير فيها.
فكان حينها ذلك الإنسان لا بد أن يكون طرفا في هذه اللعبة والمعادلة ولا مفر من أن يكون الإنسان طرفا في هذا العالم الوحش بمكان ما وبطريقة ما. على طريقة البير كامو في مسرحية العادلون (إذا كان خصمي الذي يجب أن يموت لأحيا ،حاملا طفله بين ذراعيه ،فسوف أرمي القنبلة لأنه هو المسؤول عن سلامة طفله لا أنا ،ولأنني أنا طرف من أطراف اللعبة ولست رب هذا العالم لأرى الأشياء بحياد مطلق ). 
إذا نحن أمام مشهدية ابتدعها الكاتب لنا هنا وهي أن الحياد مستحيل ،ولا مفر أن يكون الإنسان طرفا في هذا العالم الوحش،وملزم بلحظة ما الإنسان فينا من الركض بحثا عن هوية وبندقية ،ولا يمكن أن تتحقق لحظتها أي نسبة من العدالة النسبية. وحين يهاجمك شخص لا مفر من أن ترمي قنبلتك دفاعا عن نفسك ،ولن يشفع للقاتل حينها أن يموت لأعيش أنا . 
فكان لزاما أن يعي الكاتب في هذه القصص التي أتقنها لنا الكاتب ا.رحو شرقي صورة الحياة الداخلية والخارجية ،وربما كان إحدى الظواهر البارزة في أدبنا نافذة نستطيع أن نطل منها على حقيقة واقع معاش مرير ينهش الجسد المادي والمعنوي الحي والميت فينا للأسف الشديد وموت الضمير الإنساني فكان يحيط بأبعاد المشكلة كفجيعة إنسانية وكارثة جماعية نعيشها ،فقد طرح فنيا صور جميلة خلفيات واقعية ومشهدية معاشة بمكان ما وبطريقة ما في هذه الحياة . 
فرسم صورة اهتزاز العالم القيم والنوازع والاتجاهات فظهرت حقيقة الأمر المهزوزة ،وإنسان يعاني من القلق في البحث عن هويته ومخاض ولادته الجديدة في عراء أنواء سياسة قاسية ،فاظهر فئة المهرجين والمستغلين والذين يعلمون،وفئة الجهلة الذين لا يعون واقعنا فحول واقعنا إلى استعراض كرنفالي كبير .... مما دفع عدونا للاجتراء علينا،فهو لم يحترم ما لم نحافظ عليه محترما ،فكان الاستخفاف فينا هو الهدية التي أهدانا إياها عدونا . 
الكاتب والصديق العزيز ا.رحو شرقي تقبل مروري المتواضع وإعجابي الشديد لكل حرف كتبته أقف على إشارة المرور لأرى الأشياء التي التقطتها عدسة الكاميرا الخفيه لأعبر كقارئة خلسة من قلمك خلالها . 
دمت بود واحترام تحياتي لك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.