أعلان الهيدر

الأربعاء، 9 مايو 2018

" مجادلة "


محمود حمدون



لطالما أُعجبت برجاحة عقله ,سنوات طويلة , رأيته مثالاً للرزانة, حتى الأمس , كان يسير أمامي ,كما هو لم ينل الزمن منه , عدا حديثه الغامض ,فقد وجدته يتكلم مع نفسه , يشيح بيديه ,
يرفع رأسه ثم يُخفضها , كأنما يجادل أشباحاً , رمقته , و أسف كبير يموج بداخلي , حزن على من فقد نعمة العقل , أسرعت إليه لمواساته في مصابه , اقتربت منه , ضحك , فحسبته يبتسم ليّ ,
تبيّن أن حواره مع المجهول قد زاد عن حده , تكاثرت همومي , خفت من مصيره البائس, فعزمت على مقاطعته مهما كلفّني الأمر .
أسرعت إليه , وضعت يدي على كتفه برفق , التفت , ضحكت عيناه قبل أن تهبط البسمة على شفتيه, فتح ذراعيه مرحّباً, ثم أخرج " سماعة " صغيرة من أذنه , اعتذر لانشغاله في مكالمة هاتفية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.