أعلان الهيدر

الأربعاء، 17 يناير 2018

الرئيسية ضوء من هناك / متتالية قصصية

ضوء من هناك / متتالية قصصية




نهلة أبو العز
الكاتبة / نهلة أبو العز

في تمام الخامسة عصرًا، كان الصالون المذهب قد انشغل بالضيوف، جاءوا بناءً علی طلب «إسماعيل» وجلسوا واجمين في صمت مُخيف.
دخلت «ثريا» لتجلس بجوار «إسماعيل»، باغتها «فريد» بسخرية:
- مبروك يا عروسة!
لم ترد، استمر هو:
- أول مرة أتأكد إن بابا الله يرحمه كان حظه وحش، تزوج من سيدة لا تعرف قدر الدكتور «علوان السعدي»، فبدلًا من أن تفخر بأنها تحمل اسمه طول العمر، رمت اسمه خلف ظهرها لتتزوج من شخص مجهول.
الصمت ما زال يتسيَّد الموقف، الحيرة في وجه «إسماعيل» جعلته يبدو مرتبكًا، «فريد» وقف ليكمل حديثه بعد أن شَعر أن الخجل سيمنعهم من الرد:
- وأنا في الطريق إلى هنا، فكرت يا ترى انتو بتحبوا بعض من زمان؟.. طيب لو فعلًا دي الحقيقة، كيف كان شكل هذا الحب طوال السنوات الماضية؟
أنا أشعر بالرغبة في إنكار نسبي لكِ يا «ثريا» هانم؛ لأنكِ لا تستحقين ابنًا مثلي.
وضعت وجهها في الأرض برهة، وقامت من مكانها بوجهٍ نادم، اقتربت منه ثم رفعت يدها وصفعته علی وجهه بقوة أذهلت الجميع، بهدوء اقتربت من أذنيه وهي تقول:
- أنا مَن تتبرأ منك يا حيوان، تمامًا مثل أبيك حيوان، لا تستخدم عقلك ولا أعرف إن كنت تمتلك عقلًا أم لا، أنا مَن صنعتك يا فتى وجعلت منك رجُلًا، لو كنتُ قد خنت أباك لما كبرت أنت مرفوع الرأس، لو كنت قد فضلت مصلحتي ما كنت عشت يومًا مع رجل أحمق مثل أبيك، هو طبيب ناجح، لكنه إنسان يفتقد أبسط معاني الإنسانية.
فلتذهب من هنا بغير رجعة ولن أذكر يومًا أن لي ابنًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.