أعلان الهيدر

الثلاثاء، 4 فبراير 2025

قصة قصيرة/ كان قلبي


أسماء ريتال محمد كانت لكَ نزوة، لكنه كان قلبي
كانت لكَ نزوة، لكنه كان قلبي. قلتَ إنها مجرد لحظة، خطأ عابر، بينما كنتُ أنا أجمع الشظايا في صمت، محاوِلةً أن أجد في الزجاج المكسور انعكاسًا لما كنّا عليه.
في البداية، قاومتُ التصديق. كان كل شيء فيك يصرخ بالكذبة، لكنني كنتُ أضع يدي على صدري وأردد: “القلب يعذر من يحب، أليس كذلك؟” لكنني لم أكن أريد العذر، كنتُ أريد الحقيقة، حتى وإن جرحتني.

حين واجهتك، لم تنكر. لم تحاول أن ترتب الأعذار في جمل منمقة. قلتَ بهدوءٍ مستفز:
“لم أقصد إيذاءك.”
وكأن النية تُلغي الألم، وكأن غصن الورد إن سقط عمدًا أو سهوًا لن يُدمي اليد التي امتدت إليه.
أدركتُ حينها أن الحب ليس فقط ما نمنحه، بل أيضًا ما نتلقاه. وأن بعض المشاعر إن لم تجد الصدق سكنًا، تحولت إلى غربةٍ داخل الروح.
خرجتُ من حياتك كما خرجتَ من قلبي، لكنني لم أتركه خاليًا منك تمامًا. ثمة دروس لا تُنسى، وثمة جروح تُصبح تذكارات لحكمةٍ متأخرة.
وعندما سألتني بعد شهور بصوتٍ يشبه اعترافًا متأخرًا:
“هل لا زلتِ غاضبة؟”
ابتسمتُ، ليس لأنني سامحتك، بل لأنني أخيرًا تعلمتُ أن أسامح نفسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.