أعلان الهيدر

الأربعاء، 29 نوفمبر 2023

قصص قصيرة جدا / سحب زرقاء



 

 

بختي ضيف الله

 




1- رِوَائِي

وَجَدنا دفاترنا مفتوحةً..اِتهَمنا بعضَنا بالسَّرقَة..
في منتصفِ اللّيل، طارتْ حروفُنا، اِلتَهَمَها خَيالُه، سَكَنَت قُبّعَتَه السّودَاء..


2- قِيَامَة 


فِي الغابةِ..هبّتْ ريحٌ قويةٌ، قَلعَتْ كلّ الأشجارِ.. خرَّبَتْ أعشاشَ الطُّيور..فرَّتْ كل الحيواناتِ، تجري دونَ توقّف..
-كيفَ للملكِ أن يقنعَهُم أنَّ الريحَ ستَهدَأُ قريباً..




3- ضَوءٌ هَارِب 

أَخفَى جميعَ أوراقَ هويتِه عَنهمْ.. اِسْتبدَلَ عطرَه بعطرِهِم..طَمسَ أثرَ سَيرهِ..قُبِض عَليه في حَاجزِ مزيّفِ..
- ليسَ منَ السَّهلِ أنْ يُخفيَ العَالِمُ عقلَه..


4- أُمنِيَة
يَعجِزُ زوجُها، تُهَيئُ لهُ كُرسياً متحَرّكا..تَذَهبُ بهِ إلى عِياداِت التجميلِ؛ تخلّصه منْ تجَاعيد الزّمَن، تزَينُه المسَاحِيقُ، والعطورُ..
ما أصْعبَ الانتِظَار! قدْ شَاَخ قلمُها؛ الكتابة تؤلمُ العَذارَى..


5- تَوْقِيع

بدلّت قلمَها الأزرقَ بقلمِ شفَاه.. كانتْ روايتُها المعطّرة أفضلَ من رواياتِه المعرُوضَة..
كي يفوزَ بالجائزة، وضعَ صورةً زوجتِه واسمَهَا في طَبعتِه الجديدَة..
يا للخَيبة!.. نسِيَ الإمضاء بالأحمر..


6- تَمْثِيل

حَاصَرَتْه الدّبابَاتُ منْ كلّ جانبٍ..نَزلَ عليهِ الرّصَاصُ كالمطرِ..تعالتِ الصّرَخَاتُ..بكَى الجميعُ أمام الشّاشةِ.. إلّا أنَا اِحتَفظتُ بدُموعِي؛ وَضَعتُ له قلباً أحْمرَ ومشاركةً ..بطَلَبٍ مِنْه ..



7- رَحِيل

ينزلُ ركّابُ القطارِ السّريع في مواعِيدهم المحَدّدة، دونَ أنْ يتوقفَ عندَ المحطاتِ..
بكى أحدُهم طويلا من المشهد..تمنى أنْ يختارَ محطتَه..اِشتَدّ بكاؤُه، أمسَكَ قلبَه..بقيَ على تلك الحال، يتألّمُ..يتألّم.. حَتّى نَزَل ..


8- مَوْت

وضَعَتِ المدينةُ حجرا؛ وضعتِ المقبرةُ آخرَ..
كانتْ لعبةً متعبةً وشَاقةً، بينَ هزيمةِ وتعادلِ..
لم يَشْهَد أبي نهَايتَها؛ اِنسحَبَ في هدوءٍ، منتصِراً للحَقيقَة..



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.