أعلان الهيدر

السبت، 15 أبريل 2023

الرئيسية عمي مسعود أسطورة عنوانها الطيبة

عمي مسعود أسطورة عنوانها الطيبة

 
 
 حركاتي لعمامرة

 
حارس مدرستنا أيام الزمن الجميل، إنه عمي مسعود بريطل ذلك الرجل الذي لم أر في حياتي من يفوقه في الطيبة و
الأخلاق العالية كل أبناء جيلي وبناته يتذكرونه كلما جلسوا إلى مائدة الإفطار، ليتذكروا أكواب الحليب اللذيذة التي كان يقدمها لنا قبل دخولنا إلى الأقسام فنشعر بكثير من الدفء وكثيرا من الأمان ونحن داخل الأقسام...
لم يكن عمي مسعود مجرد حارس مدرسة فحسب فقد كان أبا للجميع، لاتراه في كل الأوقات إلا مبتسما، كان يعلو جبهته نور لم أر مثله أبدا وزادت لحيته البيضاء وجهه وقاراوسكينة 


فكان مثلا يضرب في كل المجالس بالطيبة والأخلاق العالية، كماكان يفرح بكل الأطفال ويعتبرهم أبناءه، كان يدس في جيوبنا علب الشكلولاطة اللذيذة وكانت قطع الخبز العريضة المحشوة بمربى البرتقال او سمك علب السردين مرفقة بحبة برتقال تزيدنا سعادة... عمي مسعود حارس للمدرسة ومسؤولا على إطعام الجميع، تراه كالنحلة النشيطة رفقة ابنائه وهو يسهر على راحة الجميع بدءا من تنظيف حجرات الدرس وتحضير قوارير الحبر الذي كان يستعمل للكتابة إضافة إلى تحضير حطب الكروش الذي كان يوزعه بالعدل على كل مدافئ الأقسام، ولايهدأ ولايرتاح له بال إلا وقد قام بكل هذه الأشغال التي لوكلفت بها مجموعة من الأشخاص لتعبوا...لم يكن عمي مسعود من المشتكين ولاالمتمارضين، كان دائم الحضور،حتى أصبح الجميع لاتحلوله المدرسة إلابه ولانتصور
مدرستنا بدونه، كان العلامة الفارقة في حياتنا وكان عنوان المدرسة... كم تمنى الجميع ان يطلق إسمه على إحدى المؤسسات التربوية، لكن عمي مسعود الذي ظل يعمل في صمت طوال حياته، رحل عن عالمنا في صمت أيضا تاركا لأبنائه فضل الله وسيرة طيبة يشهد لها جميع سكان قريتنا بالحي الشمالي ليترك الجميع كلما ذكر إسمه تذكروا أسطورة إسمها عمي مسعود... رحمة الله عليه.
 
 
 

حركاتي لعمامرة. بسكرة 19 مارس 2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.