إذا سجا الليل وانقطعت الحركة وساد السكون أجلس إلى مكتبي رُفقة ضوء خافت وتتسلّل روحي عابرة زجاج نافذتي فتقف برهة أمام شجرة قديمة كانت هنا منذ أن كنت هنا لتتأمل حينا من الدهر وتتململ حتى ينزعج منها القهر وتتزلزل حتى يتفتت لها الصخر ثم ترحل رحلة طويلة شيّقة شاقة وهي تقلّب صفحات الأيّام وتراجع مذكّرات ساعات الأعوام وحلقات الوئام في تواتر الخصام وبعض ما حدث منذ أن أجاد الإنسان صياغة الكلام وحكايات الواقع المتقاطع بالأوهام، وإذا ما باغتها ما طواه النسيان أو ما لم يكن متوقعا من تعارضات الإنس بالجان وتفاعلات الملاك بالشيطان وحكايات عُجابية رواها الكان كان وصدامات حوّرها المؤرخون وفق هوى الوجدان تقطع فوراً رحلتها عائدة إلى أحضان المكتب المنزوي أمام عين النافذة الصاغية لصمت الشجرة العتيقة الحاكية عن أسرار الحياة ثمّ تكتب وتكتب وتكتب ...
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق