محمود ترك
إن سبب انعدام الثقة هو غياب مفهوم الأمة وطريقة بناء الدولة وغياب اي مقوم فكري جامع للطرفين اي فقدان العقيدة السياسية الجامعة لطرفي معادلة الحكم . حيث ان الأمة هي المجموعة البشرية التي تتبنى فكرة كلية تنبثق منها كل افكارها مفاهيمها وقناعاتها وتشكل هويتها ورسالتها ومنها ينبثق نظامها السياسي دولتها الراعية لمصالحها ، ان الارتباط الوثيق بين مصالح الامة وفكرها يجب ان يدفعها إلى اقامة سلطان فكرها المتبنى اي إقامة الدولة التي تعبر عن هويتها الفكرية . وبهذا يتولد مفهوم الدولة وهي الكيان التنفيذي الذي يرعى مصالح الامة ويعلن قيام سلطانها انطلاقا من قاعدتها الفكرية لتصبح الدولة قيادة فكرية تسوس الناس وتنظم علاقاتهم وترعى شؤونهم وتعالج مشاكلهم انطلاقا من الفكرة الكلية كأساس للبيعة التي يقم عليها الحكم . وما الاسلام الا فكرة كلية عن الكون والانسان والحياة وقاعدة فكرية للامة وقيادة فكرية للدولة ومشروع حياة تمليه رسالة امة الاسلام وكيان سياسي يقوم على البيعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق