جمال الدين خنفري
الذي يسقط الحب من قاموس حياته، قلبه تسكنه سطوة الجفاء، إحساسه لا يخشع لمظاهر الجمال و يتبرأ من خصائص الإنسانية، لا يحيا من أجل العطاء بل لنفسه فقط،الحب في رؤاه غباوة وتفاهة و رعونة وأن صيرورة الحياة الدنيا لا تستقيم إلا بالشدة و الغلظة و تناول القضايا بحكمة و جدة و ما يرجى منها من فائدة.
القلب الذي يفقد الإحساس بالحب تتعمق جراحه.
الحب صفاء و نقاء و مشاعر الإحساس بالطهارة، ولا يملك هذا الحب، إلا من كان قلبه يحمل الطيبة، و معطر بقيم الجمال، و واسع باتساع البحر في الجود و العطاء.
الحب طيب المسك، يضخ شرايين القلب بالدم، يهلّل الروح بالنشوة، يحجم المسافات البعيدة و يصنع التلاقي و يرسم ملامح البهجة على وجوه الأحبة.
الحب هو إشراقة أمل و بوادر سعادة و مشاعر فياضة للتفتح على كنه الحياة.
وهو المسلك الأقوم لتبني ترسيخ دعائم المودة و الرحمة.
الحب في أسمى فضائله و أشمل معانيه، يحيط بوجودنا و يسكن ضمائر كوننا، نرتل آياته ليلا نهارا، بعزة و إباء و بشغف كتوم.
و هو قبس من نور الله.
و الحب في أرقى صوره طاقة إبداعية، إن أخلصت النية في حدود ما شرع الله، ونوع من البركة تحط رحالها على القلوب الطاهرة، فتمد الحياة بالبسمة و العطاء و الطيبة، و تنال رضا الخالق بمنحه و كرمه..
جمال الدين خنفري/ الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق