لم يجد من يسند عليه طموحاته حين تعثر بدراسته، صارت كل الأفراح بصفحة حياته مؤجلة ، تلاطمته أمواج اليتم وهما على قيد الحياة ، سار كلّ منهما بدرب عمره .
يختلط صوت عتابه لها بحشرجة دمعة تخنق وجعه المتهدج بالدعاء والتضرع أن يحفظها الله ويمدّ قي أيام عافيتها ، وأنْ يمهلها القدر لتعبئة صور ذاكرته بملامح حسنها الذي رغم قساوة سنين البعد يظهر أثره جليا.
منذ تركته في رعاية جدته لا يتجاوز يتمه الأربع سنوات ، تركته دون إخوة يشدون عضده ،ككرة تتقاذفها أرجل الفضوليين من الأقارب وتدحرجها يد الشفقة ، تعود أمّه وقد مات زوجها ، ونفض بقية أولادها قلوبهم من الرأفة والتحنان. كانت غبطته لا توصف وهو يشم عطر الجنة من نسيم دعواتها ،هاهو عبد النور شابا في العقد الثالث، تنضح ملامحه بالصرامة رغم وسامته الطاغية ، شقّ مسالك العمل الشاق مع أبناء أعمامه، يجلب سلع مواد البناء من مدن بعيدة لم تثنيه العراقيل ومنافسة التجار، يختار بنت عمّه الأحب لقلب أمّه أميرة تقاسمه حياته وتنافسه في نيل رضا أمّه أو جنة قلبه كما يحلو له مناداتها.
ف / م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق