فضيلة معيرش
وقَفتْ على شفتيه الكلمات للحظات ، تتنهد زفرات وجعه ، تبصر عيناه وميض طيفه يتداعى بين سهو ويقظة وهو يوصيه بالمحافظة على أملاكه من حقول العنب و أشجار التين و الزيتون وغيرها ، قال وهو على فراش الرحيل : أراهم جميعا كل من سبقني إليها ،أجد له وجها باسما ، تشع عيون الرضا من وجه أمي معهم…
تمضي عدة شهور على انتقال والده لدار البقاء.قطف أحد أبناء أخته عنقود عنب مما طاب ، فلمحته عين خاله الوحيد حليم ، اشتعلت نار البغض ليصفعه دون رأفة أو شفقة لحال رغبة الطفل الملحة في تناول العنب من بستان جده المتوفى وتمادى حليم في قسوته فأبلغ أخواته البنات بعدم اقترابهن وأبنائهن من أملاكه المترامية كونه الذكر الوحيد بينهن ، وكون الأعراف السائدة لا تحبذ ورث البنت حيث ترك حصتها لإخوتها ، كتمن ما حل بهن من حرمانهن من أملاك ، حتى بلغ مسامعهن بيعه لبعض أملاك والده دون استشارتهن ، شلت الدهشة أطرافه وهو يستلم مطلبهن بتقسيم التركة من المحكمة، كان إصرارهن أكبر من توسلاته ، أخذنا حصصهن ، وكفّ الندم تصفع قلبه الذي تعود المكابرة والتجبر .
ف/ م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق