جمال الدين خنفري
نضحك في غفلتنا، و أجنحة الموت تطبع على أجسادنا مراسم دموع الأسى، تطوقنا، تغييبنا في طيات اللحد.
هل وعينا ما نحن فيه،
لنكشف الحجب عن ذواتنا،
ونتضرع إلى الله، ليقودنا بضمائر حية إلى سفينة النجاة، إدراكا منا لمكنونات الحياة الزائفة.
فهي كالوردة نبتت في روضة بديعة، منظرها جميل يسلب العقول، و يسر الناظرين، و شذاها مسك وانتشاء للسائلين. و في ذاتها شوك، لفاقد البصر و البصيرة، فلا ينال منها سوى وخزات تدمي قلبه، و تنخر جسده، فيسلك دروب وعرة منحاها الشقاء، و نفس محطمة، و سعيرها الجفاء.
و هكذا صيرورة الحياة : تتنازعها نوازع الخير ، و نزعات الشر.
نوازع الخير، مسالكها ممهدة يسيرة المبتغى، طارقها يأتيها بصدر مفتوح توشحه طمأنينة و سلام و انشراح و بسمة و محبة.
و نزعات الشر، مسالكها وعرة عسيرة المبتغى، طارقها يأتيها في وجل و قلق، محملا بعبء الحساب تنوء بحمله الجبال،
و النار تستعر في أحشائه.
و السؤال الذي يصدع رأسه بقوة في لحظة الضعف، كيف يقابل خالقه؟
" فالدنيا حلالها حساب و حرامها عقاب "
يجب أن يتجرد قلبك إلا لمحبة الله دون سائر مخلوقاته.
فمحبته تقتضي التقرب منه، بتجشم الصعاب، و السير إلى طاعته للوصول إلى لذة العبادة و مبتغى التقوى العالية.
المحبة التي تغرس فيك شجرة الإيمان، لتلقي بظلالها على ذوي الحاجات من بني جلدتك، فتبعث فيهم أنفاس الحياة، و تنقذ دخيلة أرواحهم من الضياع و التيه في المجهول، و ترشدهم إلى سبيل الله و نبراس الحق و مجالسة الكتاب المبين و تدبره بميزان العقل و بفكر حصيف.
المحبة نور إلهي لا تؤتى إلا لمن سلم قلبه و أصلح سريرته و صفت روحه.
آخر كلمة:
قوله تعالى:
في سورة البلد " وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ " الآية ( 10 )
وقوله تعالى:
في سورة الشمس " وَ نَفْسٍ وَ مَا سَوَّهَا ( 07 ) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَ تَقْوَاهَا ( 08 ) فَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ( 09 ) وَ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10 ) "
هدانا الله و إياكم لما يحبه و يرضاه.
جمال الدين خنفري/ الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق