جالسٌ يا شاطئِي فيك وحيــــــدَا ** وفؤادي يبْتغي سِرّاً وَئيــــــدَا
يمْلأ النّوْرسُ روحي بالْمعاني ** فيطيرُ الشّوْقُ في الْأمْس بَعيـدَا
فوْقَ مَوْجٍ يعْزفُ التّذْكارَ صَوْتاً ** باكِياً، بيْنَ الْوَرى يبْدو سَعيــدَا
وأنـــا كالطّيْفِ أعْلو مُسْتَعيناً ** برِياحٍ عَصْفُها يَلْغو عَنيــــــــدَا
لا تسَلْني مَنْ أنا، لا تخْشَ مِنِّي**يا رفيقَ الْجرْحِ إنْ كنْتُ شَريدَا
مِنْ هُنا مَرّ جُنوني في حُبــورٍ ** وهُنا كانَ الْهَوى وسْماً فَريدَا
منْ هُنا قدْ ضحكَتْ شمْسُ صَباحي ** وهُنا قدْ وُلِدَ الْبدْرُ حَميدَا
منْ هُنا هبَّ نسيمُ الْبحْرِ عطْراً**وهُنا كانَ شَذى الْعِشْقِ رَصيدَا
واخْتَفى ذاتَ مساءٍ وجْهُ قلْبٍ ** كانَ لحْناً كانَ وحْياً كانَ عِيـدَا
إنْ نسيتَ الْأمْسَ لا لَوْمَ رفيقي،** إنّما اللّوْمُ على مَنْ لَنْ يَحيدَا
وإذا ما الْأمْسُ يسْعى فيكَ حيّاً** لا تسَلْ فالْجرْحُ مازال جَديدَا
لا تسَلْني إنّني بعْضُ بَقايــــا ** مِنْ حَياةٍ سَعْدُها ماتَ وَليــــدَا
اِبْكِ مِثُلي يا صديقي في ابْتِسامٍ** ودَعِ الْأحْزانَ تنْسابُ نَشيدَا.
بقلم : أ.د. بومدين جلالي - الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق