قمر....
ك( قيسٍ) أبدي
يداكَ خلفَ ظهركَ مشبوكتانِ...
تخفي هداياكَ لتباغتَ ( ليلاكَ)...
تخرجُ من بيتِ السماءِ
حينَ ينهضُ المساءُ من سريرِ الغروبِ...
تخلعُ خفَ التوجسِ
تهرولُ فوقَ تلالِ الحذرِ بلاحذر....
تمشطُ شعثَ الليلِ المجعدِ
بتفاصيلِ الحزانى...
لاأحجيةُ المسافاتِ تعنيكَ
ولافلسفةُ السفر....
طوبى لنا بكَرَمِكَ
فلانفادَ لزيتِ قناديلكَ
وأنتَ تسكبُ دلاءَ النورِ
على عطشِ الشرفات..
بمنجلِ النورِ تحصدُ حقولَ الظلام..
تطيحُ بفرعونِ الليل لتقيمَ دولةَ الضياءِ بكاملِ السيادة
تشغلُ الوقتَ كحرفي ماهرٍ
وأنتَ تصوغُ أقراطَ الفضةِ
لملايينِ النجمات...
تهطلُ بالأنسِ على وحشةِ المقهورين...
وتأخذُ بيدِ التائهينَ في شعابِ آلامهم....
تتكنى بكَ كلُ جميلةٍ
وتتباهى بأواصر القربى..
نحوكَ تشرئبُ أصابعُ خيالنا
فإذا بكَ أبعدُ من حلمِ رصاصةٍ مهرولةٍ إلى حتفها
تنصبُ خيامَ السترِ لشاعرٍ
مشردٍ في عراءِ القريحةِ
طوقَ خصرَ الكلامِ بذراعِ ذاكرةٍ بترها النسيان
فتأويهِ بقصيدةٍ مباغتةٍ
فيشكلُ من عجينةِ شوقهِ
امرأةً مترفةَ الحواسِ تحبو على نشوتهِ حبوَ القوافلِ على طريقِ الحرير...
أول المساءِ أنت....
آخرُ المساءِ أنت...
ومابينهما أنت... أنت..
مثلَ حاكمٍ حاذقٍ
تجلسُ على كرسي الأفق
ترمي بقميص الصبرِ
على وجهِ الوقتِ الكفيف
فيرتد إليه البصر في هزيعِ التضجر الأخير....
في حضرتكَ
تُقَطِّعُ الحسناواتُ أصابعَ التحفُّظِ وهي تقشرُ تفاحَ الخجلِ ...
في حضرتكَ
يتبرأُ الصفصافُ من عبوديةِ الريحِ
ويصيرُ امبراطورَ الجلالِ
وأنتَ ترسمُ له عرشَ الظلالِ المهيب...
تحركُ بيادقَ الحنينِ على رقعةِ أعمارنا...
ولاتأبهْ لسطوةِ القلاعِ والملوك...
ولاتلقي بالاً لإحتجاج الذئابِ وهي تتلو عليكَ بياناتِ التظلمِ الموتورةِ...
على مائدتكَ المستديرة
لارئيسَ ولامرؤوس حين
تفتحُ بساتينُ الفتنةِ أكفها
الممدودةِ إليكَ
تضربُ مواعيدَ الدهشةِ على إيقاعِ قدومكَ
وأنتَ تربتُ على كتفِ السرابِ ليصيرَ ماءَ الحقيقةِ
كلُ هذه المكرمات
وأنتَ لاتبرحُ أرجوحةَ السماء...
قمرٌ بجمالِ قمر...
مثل القمر.
بقلمي:
سليمان أحمد العوجي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق