أ.عادل حسن
. اليوم الأول
. البحث عن السعادة
قال قرينه : أين تكون السعادة ؟
قال الأستاذ : أأنت تقصد معنى عاما أم خاصا؟
قال قرينه : يبدو أن السؤال أصعب من الإجابة سأخبرك أنا بمواضع السعادة وأماكن تواجدها إن كنت لاتعلمها
قال الأستاذ : كلى آذان صاغية أخبرني عن مواضع السعادة التى أفنيت عمري فى البحث عنها
قال قرينه : أرى السعادة فى أشياء كثيرة نراها في حياتنا نراها فى مشاعر المحبين وقرب العاشقين و ...
قال الأستاذ : حسبك ياقرينى وتمهل ولاتكمل فقد ذكرت أن السعادة فى الحب والعشق بدليل أن أعظم قصص الحب مليئة بالدموع وأن قصص العشق كلها أحزان وآلام وفراق وخضوع وأمل ضائع وألم ومرارة وقلب مذبوح ... وإن شئت فاقرأ قصص الحب والرومانسية والقصائد التى نظمت فى ذلك ستجد مآسي لاحصر لها فكم من فتاة باعت جسدها بدون ثمن لمجرد أنها سمعت كلام وهيام رجل أغرى بها لينال منها حتى إذا تحقق له مايريد تغير الحال وسمعت منه أبشع الكلمات وإن لم ينل منها تركها تعانى عذاب البعد وألم الفراق وكم من امرأة سخرت جسدها لأهداف في رأسها حتى إذا حققت الأهداف منعت الأرداف !! .. كم وكم كثير وكثير ... والواقع فيه من ذلك الكثير و غالبا ماتجد النهاية مأساة بكل المقاييس ألم تسمع بالشاعر الطبيب إبراهيم ناجى الذى قضى حياته كلها معذبا بين زوجته ومحبوبته ولم يهنأ بهذه ولا بتلك وكل أشعاره في دواوينه الثلاثة تنطق بالحزن والأسى وإذا نزلت في أى مجتمع سمعت مر الشكوى وإذا استعرضت الدراما وجدت ألم وسذاجة الخروج منه بل انظر إلى مواقع التواصل الاجتماعي ستجد العجب العجاب في ذلك مابين أنين العاشقين وشكوى المحبين وأنياب المغتصبين وضياع الضائعين فلم ينالوا دنيا ولا دين
قال قرينه : لماذا كل هذا التشاؤم والحزن فإذا كان فى الحب عذاب وفى العشق ألم فبالتأكيد في الزواج تنتهى الآلام ويسعد الحبيبان باللقاء وكم من زوجين سعدا بلقائهما وذاقا نعيم الحب ومتعته
قال الأستاذ : أما عن الزواج فحدث ولاحرج ألم تقرأ قول المرحوم أحمد رجب الحب وجبة شهية يعقبها عسر هضم يسمى الزواج أو قول وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني الزواج نظام اجتماعى فاشل ألم يرفض العقاد بكل عبقريته الزواج وكذلك الشاعر الفيلسوف أبوالعلاء المعرى لم يتزوج رافضا ذلك وكان رهين المحبسين وأوصى أن يكتبوا على قبره هذا ماجناه أبى على وما جنيت على أحد
وهم لديهم أسبابهم في ذلك وأكثر الأسباب زهد المرأة بعد تحقيق ماتريد من هدف باتت تسعى إليه .......
وكأن المرأة تعتبر أن الزواج هو نهاية رحلة الكفاح تسعى كل السعى لتتزوج باذلة فى ذلك كل الجهد حتى إذا تم لها ذلك هدأت واستراحت ولم تبذل شيئا فتموت شجرة الحب التي زرعتها لأنها لاتجد الغذاء بل وتعصف بها رياح مشاكل الحياة
ثم انظر إلى شكوى المتزوجين ومشاكلهم وقد امتلأت ساحات المحاكم بقضايا الأسر حتى أننا لنعجب كل العجب عند نجاح زواج بلا ألم وقد سئل أحد المتزوجين كيف تدعى نجاح زواجك خمسة وعشرين عاما دون مشكلة أو شكوى منك فقال السبب فى ذلك شئ بسيط جدا فقد كنت أنا وزوجتى في نزهة فى اليوم الثانى لزواجنا واخترنا أن نركب الخيل وقد جرى الحصان بزوجتى حتى وقعت من عليه فقامت ومسحت بيدها على رقبة الحصان وقالت الأولى ثم ركبت عليه فوقعت للمرة الثانية فقامت ومسحت على رقبته وقالت الثانية ولما أوقعها في المرة الثالثة أخرجت مسدسها وقتلته فثارت ثورتى أمامها وقلت لها كيف تفعلين هذا فمسحت بيدها على رقبتى وقالت الأولى ومن يومها لم أنطق بكلمة
قال قرينه : إنك تمزح ماهكذا تكون الحياة وبالتأكيد هناك تجارب ناجحة استطاع المتزوجون تحقيق السعادة
قال الأستاذ : دلنى عليها إن استطعت فقد بحثت كثيرا على مدى سنين طويلة فما وجدت تجربة قد تحققت فيها السعادة بمعناها الصحيح فأنا لا أمزح بل أقول قليلا من كثير وأحيانا يكون المزاح أصدق من الواقع وأخف حدة منه ولكنه ليس منا ببعيد ففي الواقع أضعاف المزاح وكلها أحداث أقرب إلى القتال والحرب بدلا من الحب والدلال حتى وصلنا إلى جريمة القتل والتمثيل بالجثة من أجل الانتقام من الزوج أو الزوجة ماذا تريد بعد ذلك فى هذا العالم الغريب الأطوار والمعانى ألم تسمع بذلك الزوج الذى حبس زوجته حتى الوفاة ولم يرحم دموعها وضعفها جاعلا من نفسه خصما وحكما وتلك الزوجة التى قطعت زوجها بعد ذبحه لتمثل بجثته والأمثلة كثيرة وتزداد سوءا كل يوم
قال قرينه : هذه بعض الأمثلة وليست كلها ويستحيل أن يكون المجتمع كله كذلك
قال الأستاذ : الباقى مغلوب على أمره رضي الاستكانة وحكمته اعتبارات الحياة المختلفة سواء الأولاد أو ظروف المعيشة الصعبة أو المصالح المشتركة أو غير ذلك من الظروف القاهرة ولو تحرروا من ذلك لنطقوا بغير ما يقولون ولفعلوا غير ما يؤدون من دور مصطنع في الحياة ...
قال قرينه : أري أن الموضوع جد خطير وفيه حديث طويل وأستأذنك تأجيل بقية الحديث للغد حتى نستوعب كل كبير وصغير
قال الأستاذ : لك ما تريد وما الغد منا ببعيد
عادل حسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق