لا أستطيع أن أتنفس يا مَن تضع كل ثقلك القمعي على رقبتي ...
لا أستطيع أن أتنفس يا من رفعتَ للحرية أكبر تمثال وأوقدت لها أشهر شُعلة ودبّجْت لها قوانين لا تتقيد بأي قيد ...
لا أستطيع أن أتنفس يا أيها المتسلح بما يقتل الأنثى والذكر ويمحو جميع البشر ويحرق الأعشاب والشجر ويفتت الجبال بما فيها من حجر ويدمر الأرض تدميرا نهائيا لا يبقي ولا يذر ...
لا أستطيع أن أتنفس يا أيها الثري جدا جدا جدا بما نهب من أموال المستضعفين والخائفين والمغلوبين على أمورهم والمختلفين عنه في اللون أو المعتقد أو القيم أو اللسان أو الدار أو التاريخ بمختلف تجلياته الإنسانية ...
لا أستطيع أن أتنفس يا من يعتقد أنه إله القهر والموت وخانق الأنفاس والصوت وقاطع الهواء والقوت ...
لا أستطيع أن أتنفس يا أيها الكائن المغرور ببياض جلده، المشوه بتراكم جرائمه، المعتوه بفراغ روحه، المملوء بحقده الكوني وطغيانه الأسطوري ...
لا ذنب لي يا هذا الفاني مثلي ... أنا مجرد مستضعف من عامة المستضعفين ...
لا ذنب لي ولا ذنب لأسلافي الذين اختطفهم أسلافك ليكونوا عبيدا لهم ...
لا ذنب لي يا من ظننتك في لحظة ما إنسانا لا شيطانا بل شيطان الشياطين ورأس الإجرام في العالمين ...
لا أستطيع أن أتنفس... كنت أحمل حلما رائعا... كنت أحب الحياة وأسعى لأعيش الحياة ...
لا أستطيع أن أتنفس ... آي، ثقلك العنيف هدّني هدّاً ... آي، عيناي غاب عنهما الضوء ... آي، ابتل جسمي بعرق بارد بارد جدا ... آي، قلبي توقف ... آي، ستخرج روحي بين ثانية وأخرى ...
أنا سأموت ... وأنت، هل ستبقى يا من أصبحت الموت ؟
بقلم : أ . د . بومدين جلالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق