أعلان الهيدر

الثلاثاء، 31 مارس 2020

كمشة غيوم

سعيدة محمد اصالح




,,,,شعرها الملفوف بجديلة داكنة تخترقها اشّعة بيضاء لزمن ليس له نكهة محدّدة ،تقف ويداها تسندانها على نافذة بيت غرفة بيضاء مكتظّ بأجهزة تساعدها على التزوّد بجرعات اوكسجين في حين قلبها يخفق بايمان مبهم وضجر غريب من هذه الحالة الفريدة التي لمّت شمل الكون الافراديّ لتحشره في زاوية العجز والتخبّط


_ كلّ مافيه يشهد بلمسات دافئة تستمدها عونا من أرشيف حركة كانت عليها أمس من ركن في العالم رتّبه وفق طراز كلاسيكيّ هادئ وبسيط صوتها المندمج في صوت الرّياح كان لوحده مقطوعة مولاويّة العشق والوله ،كانت تحاكي العصفور الملوّن المعمّر لقفص منذ زمن قائلة تحت ضغط الحرارة والوحشة والوحدة وسجنها المضاعف بين قضبان الغربة والكورونا:



_اسمع ارتطام قلبي ،بارض ملساء ،،فاحمله بيدي اليمنى واترك اليسرى حارسة لها ،،وأبدأ بتفقد لونه وعدد نبضاته...واغادر السّبات ،بخفّة جناح ،،،لأ محو اثار سرعة الوقت على حبينه النّاصع الصّفاء ،وانزع كتل الحزن والخوف وادير عيني لأملأها بغبار ممزوجا ببرودة البحر ،،وامدّ كفوفي لقطرات الحبر ،،،واسكبها تباعا في فم الفكرة ،،،حتى تلد مكتملة ،،،على قياس بدر يضاهي ذاك السّاكن السّماء ،،،وتحجبه فقط كمشة غيوم ضلّت طريق الهطول ،،،


سعيدة محمد اصالح _تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.