أعلان الهيدر

السبت، 14 سبتمبر 2019

الرئيسية " القابض على دينه "

" القابض على دينه "

محمود حمدون



أصابنا غمُّ كبير عندما سمعنا خبر إصابة صديق قديم بالجنون , اعترتنا مشاعر متناقضة ما بين خوف من مصير كنّا نراه رأي العين منذ زمن طويل , شفقة على العزيز الذي ذهب عقله مع الذاهبين , بعضنا وكنت من بينهم تدبّرنا ما حدث وقعدنا فترة نحسب الآثار السلبية لقرار إيداع الزميل مصحّة عقلية , حينما انبرى آخر عرفت عنه الحكمة وهمس الحديث , قائلَا : الحذر كل الحذر أن تحاولوا زيارته في مستقره الأخير , قد سعى جاهدا للخروج من أزمته وفشل كما كان يفعل كل مرة حتى أتاه اليقين , وصاح بصوت سمعناه كلًّنا : الجنون وباء ينتشر وينتقل بالعدوى ..

همست له : رفقًا بنا يا عزيزي , ليست عدوى مرضية , فقط عارض أطاح بلُبّ الرجل فكيف نتركه لحاله ولا نعوده ؟ أي قسوة وخيانة لعلاقة بيننا دامت عقودا كثيرة ؟ّ!!

ردّ بحدّة : قلت لك الجنون ذهاب دون عودة , يأخذ بطريقة كل منطق , نحن قوم لم يعد لدينا ما نحوزه إلاّ بقايا مما ترك الأوّلون ونقبض على عليها كالمؤمن القابض على دينه في آخر الزمان .

قلت وأنا ألوّح بيدي في وجهه غاضبًا : لن نترك صديقنا في محنته وحده .

فكان جوابه حاسمًا : بل هو تركنا في وحدتنا , قطع الظن بيقين ثابت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.