حركاتي لعمامرة
أيها التاريخ مهلا ...سجل عثراتنا وزلاتنا ، سجل عوراتنا
ولكن أرجوك : لاتقل أننا كنا جبناء...
صباح مبارك ياأمي ..
صباح الخير ياروح أمك ..
هكذا كان الصباح دائما عند الإستيقاظ من النوم ...
كان الحليب الذي تعده أمي طازجا من ضرع المعزة الأصيلة ..
وكانت قهوة أمي بنكتها التي تعطر المكان وكان الزمان يغري بالمحبة والطهر ..
لم يكن يحلو لنا الطعام إلا إذا قاسمنا جيراننا فيه وكان أبي كريما حد التبذير يحب الضيوف دائما وخاصة أقاربه وأرحامه ،وكانت والدتي تفرح بهم ايضا ...
أما نحن الصغار فقد كنًا نحفل بذلك أيًما إحتفال ...
عندما تضع أمي صينية الشاي اللًذيذ والًذي عادة ما ترافقه حبات الفول السًوداني اللًذيذة ،كانت هوايتي المفضلة جمع القشور التي كنا نلعب بها كسفن وقوارب عندما نرميها في حوض مائي كبير هو مصب لساقية كانت بقريتنا لكنها الآن إنقرضت مثلما إنقرضت العلائق بين الناس وفقدنا لعبة القشور ، لكن هذه اللًعبة عادت بشكل جديد ولم تصبح لعبة ،لم نكتشف حقيقة الأمر لبلاهتنا او لأننا لطيبتنا نصدق كل من يحدثنا بمعسول الكلام ...
الحقيقة أنني كنت اصدق كل ماأسمعه من مسؤولينا الذين يصرحون على الشاشة اوعلى صفحات الجرائد بأنهم جاؤوا لخدمتنا وغرضهم نبيل ووازعهم حب الوطن وخدمته
ولكن أخيرا وبعد كشف كل المستور وسقوط الأقنعة عن اولئك الفقراء المزيفين إتضح أنهم كانوا يتقنون لعبة رمي القشور ونحن لطيبتنا كنًا نمارس اللًعبة بكل سرور ولكن الحقيقة أن كل ذلك كان فصلا من فصول مسرحية رديئة النص والإخراج تحت عنوان القشور...
أيها التاريخ سجل سذاجتنا للأجيال ولا تسجل أننا كنًا جبناء ...
فالثورة يخطط لها الحكماء ...
وينفذها الشجعان ..
ويستفيد منها الجبناء..
هكذا كان يوصيني والدي :
مت وانت واقف يابني فالعار ان تموت جبانا
حركاتي لعمامرة.
بسكرة / الجزائر 18جويلية 2019
أيها التاريخ مهلا ...سجل عثراتنا وزلاتنا ، سجل عوراتنا
ولكن أرجوك : لاتقل أننا كنا جبناء...
صباح مبارك ياأمي ..
صباح الخير ياروح أمك ..
هكذا كان الصباح دائما عند الإستيقاظ من النوم ...
كان الحليب الذي تعده أمي طازجا من ضرع المعزة الأصيلة ..
وكانت قهوة أمي بنكتها التي تعطر المكان وكان الزمان يغري بالمحبة والطهر ..
لم يكن يحلو لنا الطعام إلا إذا قاسمنا جيراننا فيه وكان أبي كريما حد التبذير يحب الضيوف دائما وخاصة أقاربه وأرحامه ،وكانت والدتي تفرح بهم ايضا ...
أما نحن الصغار فقد كنًا نحفل بذلك أيًما إحتفال ...
عندما تضع أمي صينية الشاي اللًذيذ والًذي عادة ما ترافقه حبات الفول السًوداني اللًذيذة ،كانت هوايتي المفضلة جمع القشور التي كنا نلعب بها كسفن وقوارب عندما نرميها في حوض مائي كبير هو مصب لساقية كانت بقريتنا لكنها الآن إنقرضت مثلما إنقرضت العلائق بين الناس وفقدنا لعبة القشور ، لكن هذه اللًعبة عادت بشكل جديد ولم تصبح لعبة ،لم نكتشف حقيقة الأمر لبلاهتنا او لأننا لطيبتنا نصدق كل من يحدثنا بمعسول الكلام ...
الحقيقة أنني كنت اصدق كل ماأسمعه من مسؤولينا الذين يصرحون على الشاشة اوعلى صفحات الجرائد بأنهم جاؤوا لخدمتنا وغرضهم نبيل ووازعهم حب الوطن وخدمته
ولكن أخيرا وبعد كشف كل المستور وسقوط الأقنعة عن اولئك الفقراء المزيفين إتضح أنهم كانوا يتقنون لعبة رمي القشور ونحن لطيبتنا كنًا نمارس اللًعبة بكل سرور ولكن الحقيقة أن كل ذلك كان فصلا من فصول مسرحية رديئة النص والإخراج تحت عنوان القشور...
أيها التاريخ سجل سذاجتنا للأجيال ولا تسجل أننا كنًا جبناء ...
فالثورة يخطط لها الحكماء ...
وينفذها الشجعان ..
ويستفيد منها الجبناء..
هكذا كان يوصيني والدي :
مت وانت واقف يابني فالعار ان تموت جبانا
حركاتي لعمامرة.
بسكرة / الجزائر 18جويلية 2019

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق