محمد محجوبي
عجوز يساورها خريف العمر تشد عصا الأيام بأهواء الذبول لكي ترعى غبار الجفاف . ههنا عيون تحمر في أحينة القنص. تتراكم خيوط الرماد على عمود سؤال دخان . تتقاذف الزمن أرجل الخائفين من أن يتوجوا احتفالهم بموت . المركز المعزز بخبث يمزق رايات السلام . وتستشري في جسمه المتعفن دموع الوطن الحارقة . الأطفال النازحون الى مبتغى مسدود يحاورون صدى الحلم فيستثنيهم غد الأراجيح من ضحكة الصباح . العجوز لا تزال على غفلة وحشتها تبطش بها أيدي الزمان الجاثم على شمس مرتعشة . العجوز تمسك بحقيبة متناسية العطر . ممنوعة الشيئ . مجهولة العنوان تراوح أمكنة الحيرة لعلها تدل العجوز على ورقة القبور في تجهم خريفها .
في آخر الزقاق ضجيج مرارة خلفه أثر الغربة . تحاول العجوز أن تجمع أطفال الخوف على براعم خانها وعد الماء . كما تحاول أن تغسل وجه الوطن بدموعها . كما يحاول الوطن أن يرفرف فوق الغيمة المتعبة . والكل على صفيح متجذر السؤال .
محمد محجوبي
الجزائر
محمد محجوبي
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق